|


د.تركي العواد
وداخ الهلال
2015-10-28

سقط في الجولة الأخيرة.. في الثانية الأخيرة.. فقد توازنه.. دارت به الأرض.. أو دار رأسه.. طنين الضربة القاضية يكاد يفجر طبلة أذنه.. ولكنه قام بسرعة.. نفض غبار الهزيمة وعاد للركض.. عاد للمنافسة من جديد.. عجيب حال الهلال.. يقع.. يتعثر.. ولكنه لا يضيع.. يعرف درب البطولات.. يدل دائماً الطريق.
ما يجعل الهلال مختلفاً ليس لونه الأزرق.. ولا كونه لا يخسر.. ميزة الهلال التي جعلته ينافس باستمرار أنه يعرف كيف يعود.. لديه قدرة عجيبة على تقبل الصدمات.. السقوط يجعله اأثر إصراراً على الفوز وتعويض ما خسره.
هذه المرة عاد أسرع من كل مرة.. عاد كأنه لم يخرج من نصف النهائي.. اكتسح أمتع فرق الدوري.. فما السر في الارتداد السريع؟
السبب الأول بلا شك نواف بن سعد.. هذا الرجل الهادئ الحكيم.. استطاع احتواء الموقف.. عرف أن الصراخ لا يليق بالهلال.. عزل اللاعبين بطريقة احترافية جعلت الهلال يتخطى الخسارة وكأنها حدثت في زمن بعيد.. لا أدري كيف فعل ذلك بالتفصيل ولكنه للأمانة نجح بامتياز في أصعب اختبار له كرئيس.
السبب الثاني هو جمهور الهلال.. حضر في مباراة التعاون كأن الهلال من تأهل لنهائي آسيا.. جاء لدعم الفريق.. جاء حباً للهلال.. كان بإمكانه أن يعاقب المدرب واللاعبين.. كان بإمكانه أن يغضب ويزبد ويرعد.. من حقه.. ولكنه فضل دعم اللاعبين.. أي نضج يتمتع به جمهور الهلال.. ميزة جمهور الهلال أنه لا يعاقب الهلال.
لا يحتاج الهلال أكثر من الهدوء هذه الأيام.. إعادة ترتيب الأوراق دون مزايدة أو مكابرة سيساعد الهلال على تحمل منافسات الموسم الطويل.. الهلال بحاجة لكل لاعبيه الآن.. فالتاريخ لا يتذكر صرامة الإدارة ويد الحديد.. التاريخ لا يحفظ إلا رقماً واحداً "عدد البطولات".. هذا ما يبقى لكل إدارة بعد الرحيل.
الهلال يحتاج إلى شرحيلي.. الأهداف الأربعة التي سُجلت في الهلال بعد إيقافه سببها حارس الفريق.. لا مانع من عقاب خالد.. ولكن عقابه يجب ألا يطول.. يجب ألا يتحول العقاب لهدف بحد ذاته.. الإداري الجيد من يحتوي المشاكل ويساهم في حلها لا من يعاقب الفريق.

قبل أمشي:
أهنئ شقيقي العزيز الدكتور عواد على الثقة الملكية الغالية بتعيينه سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في ألمانيا، متمنياً له التوفيق في خدمة مليكه ووطنه وأن يعينه الله على الوقوف مع كل مواطن يحتاج إلى المساعدة في غربته، وأنصحه بأن يضع نصب عينيه قول سيد البشر "مَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ".