لم أستغرب تأخر "مجلس الشورى" في التوصية بتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى "وزارة" تخوّل الوزير بحضور جلسات مجلس الوزراء والدفاع عن حقوق وزارته المالية والإدارية، وكنت قد كتبت مراراً مطالباً منح الشباب فرصة أكبر في التمثيل كأعضاء في مجلس الشورى الذي يختزل شؤون الشباب والرياضة في "لجنة الأسرة والمجتمع".
يقول التاريخ إن الدول المتقدمة تؤمن بالتخصص لأنه يصنع التركيز الذي يتولد عنه الإنجاز، فعلى سبيل المثال لا الحصر كان إيمان ولي الأمر بأهمية "الحج" سبباً مباشراً لاستحداث "وزارة الحج" بعد فصلها عن "وزارة الحج والأوقاف" ونتج عن ذلك الفصل استحداث "وزارة الشؤون الإسلامية"، وبعد ذلك بسنوات استشعر ولي الأمر أهمية توظيف الشباب في القطاع الخاص فاستحدث "وزارة العمل" من رحم "وزارة العمل والشؤون الاجتماعية"، فتضاعفت فرص "العمل" لشباب الوطن الذي تحتل فيه معضلة "البطالة" أهم الهواجس الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، مثلما فطن ولي الأمر لأهم موارد الطبيعة التي جعل الله منه كل شيء حي، فاستحدث "وزارة المياه" من قلب "وزارة الزراعة والمياه".
واليوم أشعر بأننا تأخرنا كثيراً في استحداث "وزارة الشباب والرياضة" التي تعنى بشؤون الشباب وشجونهم في دولة شابّة لم يتجاوز ثلثي سكانها العشرين من عمرهم، وفي الوقت نفسه تمثل الرياضة وسيلة الترفيه الوحيدة لهؤلاء الشباب، مما يعكس أهميتها الكبرى على مثلث النماء والوعي والاستقرار (الأمن والصحة والتعليم)، ولن تلبي الدولة احتياجات شبابها إلا باستقلالية جهازها الإداري من خلال وزارة مستقلّة يتمكن وزيرها من رسم سياساتها الإستراتيجية والمطالبة بميزانيات تحقق الأهداف المرسومة والدفاع عن حقوقها في مجلس الوزراء كل أسبوع، وبدون تحقيق هذا المطلب ستبقى الرياضة تدور في فلك "الرئيس" وقدراته الإدارية وعلاقاته السياسية بصنّاع القرار على أساس شخصي وليس مؤسساتياً.
تغريدة tweet:
أتمنى رؤية المزيد من الشباب في المنظومة الرياضية لأنهم الأقدر على فهم احتياجات الشباب والأقرب للتجارب العالمية الناجحة، وامتداداً لما بدأه "الأمير عبدالله بن مساعد" أتمنى أن يضاف إلى "وزارة الرياضة" نخبة من شباب الوطن المميز أمثال "الأمير أحمد بن فهد بن سلمان" الذي حقق نجاحات كبيرة في جمعية "إنسان" فهو يملك الفكر والكريزما التي ستساهم في تسريع عجلة النمو الرياضي والشبابي بإذن الله، وعلى منصات وزارة الرياضة نلتقي.