|


د.تركي العواد
السواق جورجيوس
2015-11-04
بعد عناء طويل مع (السواقين) توفقنا فيه.. كان رائعاً.. يدخل القلب بسرعة.. كان ينظر في كل الاتجاهات قبل أن يتخذ أي قرار.. يفكر في عواقب الأمور.. الأهم أنه حنون مع الأبناء.. في السنة الثانية ارتفع راتبه وأعُطي سيارة جديدة.. ولكنه تغير.. أصبح شخصاً آخر.. ينفعل بسرعة.. بدأ في رمي الأبناء من النافذة.. ثم دخل في جدار.. عاد للخلف بسرعة ودخل في جدار آخر.. وبعد كل جدار يحك رأسه مستغرباً الحادثة.. كل هذا ونحن نتفرج.. نعتقد أن السواق أخص.. نعتقد أن الجدار هو الغلطان.. نعتقد أن الأبناء منحرفون ويحتاجون إلى تأديب.. سيأتي يوم وتتوقف السيارة.. سيأتي يوم ويرحل السواق وتبقى الخردة في حلق صاحبها وقليل ممن بقي من الأبناء.
الجدار الأول: أمام لخويا القطري في الرياض عندما لعب بالفرج وحيداً في محور الارتكاز.. بداية المباراة سجل المساكني هدفاً وأضاع مارتن الثاني.. فاز الهلال ولكن الخلل ظهر وبان.. اضغط على المحور اليتيم تحرج الهلال.. في تلك المباراة رمى من النافذة الابن الأول.. فناصر كان جاهزاً.. المباراة فرصته للعودة ولو لدقائق في الشوط الثاني.. ولكن الصارم استبعده مفتعلاً أولى المواجهات.. نعرف أن ناصر (نفسية).. نعرف أنه يغضب بسرعة ولديه شخصية مختلفة.. لو كان المدرب حكيماً لاحتواه.. ولكن جورجيوس من الشباك رماه.
الجدار الثاني: أمام أهلي دبي.. عندما أشرك ثلاثة مدافعين ومحوراً وحيداً من جديد.. أكيد.. أكيد.. حصل نفس سيناريو لخويا.. سجل الأهلي هدفين في الشوط الأول.. اكتشف الخلل وأخرج أحمد شرحيلي وشارك الشلهوب فعاد الهلال للمباراة وعدل النتيجة ولكن العودة للمباراة أجهدت الفريق.. فالتأخر بأكثر من هدف مرهق بدنياً ونفسياً.. في تلك المباراة رمى بالابن الثاني من النافذة.. ترك خالد شرحيلي في الرياض.. أعرف أن شرحيلي غلطان وأنه فعل ما فعل.. ولكن الحكمة تقتضي لملمة الموضوع وحسابه بعد انتهاء المباراة.
قبل سنوات وفي مباراة السوبر الآسيوي بين الهلال وبوهانج ستيلرز في كوريا خرج أحد نجوم الهلال من المعسكر.. عرف أوسكار مدرب الهلال بذلك.. ولكنه لم يعاقب الفريق.. لأنه يعرف أنه يخوض مباراة مصيرية لا مجال فيها للمزايدة على الانضباطية.. القائد الحقيقي لا يعاقب جنوده أثناء المعركة.. شارك اللاعب وكان نجم المباراة وحقق الهلال أول بطولة سوبر.
الجدار الثالث: مباراة الاتحاد.. وفيها جمع جورجيوس (بذكاء) كل الأخطاء السابقة في مباراة واحدة.. أصر على السديري المنضبط.. وعلى أحمد شرحيلي المرتبك.. ولعب بمحور واحد.. خلطة محبوكة لهزيمة تاريخية.. ثم رمى بسالم الدوسري خارج الأسوار واعتمد على عزوز كورقة رابحة وسلم المباراة للاتحاد تسليم مفتاح.
الجدار الرابع: مباراة النصر
هل ستتوقف سيارة جورجيوس عند هذا الجدار؟
هل سيرمي مزيداً من الأبناء من النافذة؟
هل سيعطي السديري شارة القيادة؟
هل سيلعب بمحور واحد يضغط عليه النصر ويفوز؟
هل سيشارك بثلاثة في قلب الدفاع ويعيد النصر للمنافسة كما فعل مع الاتحاد؟
هل سيكون عزوز ورقته الرابحة؟
أسئلة كثيرة تجعلني احترق شوقاً لمشاهدة المباراة.. وكل جدار والهلال سالم.