انتهت ولله الحمد زوبعة مباراة "فلسطين والسعودية" التي شغلت الوسط الرياضي الآسيوي بشكل عام والغرب آسيوي على وجه الخصوص، ولعلي في البداية أتحدث عن لغة الحوار فأشيد بهدوء الطرح من قبل الاتحاد السعودي وأعتب في ذات الوقت على الأحبة بالاتحاد الفلسطيني الذي أدخلنا في منعطفات لا تتناسب مع المشهد العام للعلاقة الممتدة لعشرات السنين بين السعودية وفلسطين، ولن أعيد تقليب المواجع التي انتهت بنهاية المباراة.
ولكنني أتوقف عند الموقف البطولي للرجل الذي أنقذ المنتخب السعودي من خطر الخروج من التصفيات التمهيدية لبطولتي العالم2018 وآسيا2019 مع احتمال الإيقاف لعدة سنوات عن المشاركة في أي نشاط رياضي تحت مظلة الاتحاد الدولي "فيفا"، فكادت الكرة السعودية تدخل نفقاً مظلماً قد يطول لولا فضل الله ثم حنكة السياسي والدبلوماسي "محمد بن سلمان".
"هذا الشبل من ذاك الأسد" عبارة كتبتها في مقالي الأسبوعي في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية لأنها الجملة الأولى التي قلتها فور سماع نبأ تدخل سمو ولي ولي العهد لعلاج الأزمة التي كادت تعصف بجسور الدبلوماسية التي شيدت على مر السنين، فكانت حالة نادرة تنقذ فيها "السياسة" ما قد تفسده "الرياضة" في وقت تعودنا فيه العكس، ومن يعرف "الملك سلمان" في بدايات عمله الإداري في "إمارة الرياض" يستشعر الشبه الكبير بين شخصيته التي جمعت الصرامة والدبلوماسية في نفس الوقت مع شخصية الابن الذي تصدر المشهد السياسي والدبلوماسي محلياً ودولياً، وهنا تصدق مقولة العرب: "من شابه أباه ما ظلم".
تغريدة Tweet:
في السعودية يمثل الشباب تحت سن العشرين ثلثي السكان، وتلك ميزة تمنح مجتمعنا قوّة في سباق التنمية الذي تتغير قواعده وأدواته مع مرور الزمن، ونحن محظوظون في المملكة العربية السعودية بحكومة تتحسس حاجات الشباب وتستجيب لها، ولعل تدخّل "محمد بن سلمان" في الوقت المناسب لإنقاذ الكرة السعودية دليل آخر على مكانة الشباب في قلب المسؤول السياسي السعودي، ولذلك أتمنى أن تستثمر القيادة الرياضية جميع الفرص المتاحة للنهوض برياضة الوطن وتحقيق طموح شبابه بما يوازي الدعم اللامحدود من قبل قادة الوطن الذين لا يألون جهداً في سبيل خدمة الوطن وشبابه، وأتمنى أن تكون البداية بتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى "وزارة الشباب والرياضة"، وعلى جسور الفكر نلتقي.