|


د. حافظ المدلج
لماذا الأسطورة ؟
2015-12-05
في تاريخ كل ناد أسطورة تضعه الجماهير في مكانة عالية يصبح فيها الأشهر والأهم والأكثر تأثيراً، فيصبح التعامل معه مرتبطاً بعقلية الإدارة المشرفة على النادي، وفي التاريخ نماذج مختلفة لقصص مفرحة ومحزنة عاشها الأساطير في رحاب أنديتهم فرسمت صورة هذا النجم وكتبت فصولاً جديدة في مسيرته الرياضية، وإليكم بعض الأمثلة الهامة:
"بيب جوارديولا" كان أهم أساطير نادي "برشلونة" غادر في نهاية مسيرته كلاعب إلى "قطر" وبدأ فيها فصلاً جديداً بمتابعة من النادي الذي يحبه، فاستمر قريباً حتى تسلّم دفّة تدريب النادي فصنع مجداً جديداً وأسلوب كرة أعاد وضع "برشلونة" على قمة كرة القدم العالمية، فزادت أهمية "الأسطورة" حتى أصبح لاستمراره مع الفريق ضريبة لا يحتملها النادي فغادر مأسوف عليه، وذهب لصياغة الأمجاد في "بايرن ميونيخ" لأن ناديه لم يعد قادراً على استيعابه.
"كونتي" أحد أساطير "يوفنتوس" استلم النادي بعد كارثة 2006 ليحقق لقب الدوري ثلاثة مواسم متتالية ويصبح الاسم الأهم في مسيرة النادي الذي بدأ يضايقه في سياسة التعاقدات كنوع من "التطفيش" الذي نجح فيه، فترك النادي والجماهير تبكيه، ليجد نفسه بعد فترة وجيزة مدرباً للمنتخب الإيطالي الذي استفاد من عجز إدارة "يوفنتوس" عن استيعاب أسطورتهم.
"سامي الجابر" أسطورة أساطير الكرة السعودية، اعتزل كرة القدم بعد أن عانق المجد كما لم يفعل نجم آخر، حقق جميع الألقاب مع ناديه وقاد منتخبنا للتأهل لكأس العالم أربع مرات سجل في ثلاثة منها فانضمّ لنخبة نخبة نجوم العالم، وواصل النجاح كمدير للكرة وبدأ خطوات النجاح كمدرب للفريق، فزادت نجوميته ومكانته في قلوب الجماهير فكان القرار بإبعاده ضد رغبة 93% من جماهير النادي، فالتاريخ يعيد نفسه لنكرر السؤال: لماذا الأسطورة؟

تغريدة tweet:
"محمد نور" أسطورة "الاتحاد" كان يسير على طريق "جوارديولا وكونتي وسامي"، وكان تواجده على الدكّة موجهاً للفريق وأحاديثه الإعلامية بعد المباريات تدل على أنه سيكون المدرب القادم للعميد أسوة بالنجوم الثلاثة، إلا أن قضيّة المنشطات أدخلت "الأسطورة" في نفق مظلم نتمنى أن يخرج منه بريئاً ليكتب بقية سيرته الرياضية التي كانت تبشر بالكثير، وسيبقى السؤال الغامض: هل يعقل أن يتعاطى "الأسطورة" المنشطات في هذه المرحلة؟ الإجابة بــ"لا" تفتح أسئلة أخطر.. وعلى منصات الأساطير نلتقي.