|




د. محمد باجنيد
الحمد لله
2016-01-15
ارتميت على الفراش منهكاً.. كان جسمي كله ‏يرتعش.. تهزه ‏نبضات قلبي.. صحوت بعدها من غفوة لم أدرك كم ‏استمرت.. صحوت مع ارتفاع ‏نبضات قلبي وتسارعها.. ‏وجفاف يملأ حلقي من شدة العطش.. كان حلماً مفزعاً.. ‏كنت أتسلل مع ‏خليل عبر الحدود الجنوبية للسعودية.. نحاول ‏إيقاف زحف الحوثي.. كانت الأخبار تقول إن الحوثي قد ‏‏أكمل سيطرته على جميع محافظات الجنوب اليمني وأخمد كل ‏مقاومة جنوبية فيها، وسلم زمام الأمور في ‏الجنوب لقبائل ‏وشخصيات جنوبية تدين بالولاء له بعد أن وعدهم بالقيام ‏بإصلاحات تمكنهم من الحصول ‏على مواقع في الحكومة التي ‏يسعى إلى تكوينها.
كان يسعى للتفرغ لمهمته الكبرى خارج حدود اليمن.‏
أفواج من الدبابات تخرج من كل مكان تتجه نحونا.. وطائرات ‏سعودية وإماراتية وقطرية وكويتية تقصفها.. ‏ولكن دبابات العدو ‏مع ذلك تواصل التقدم بمد لا يتوقف.. أنوار النيران المشتعلة ‏تصبغ السماء بلون ‏أحمر مكفهر.. وأنا وخليل نتسمر في ‏مواقعنا ننتظر الأوامر من القائد.. قلت لخليل وأنا أحاول أن ‏أخمد ‏وجلاً أصابني من هول المشهد:‏ ها هي الأسلحة الثقيلة التي يملكها عبد الله صالح ‏والمكدسة في الجبال وتحت الأرض تخرج ‏اليوم.. هذا هو ‏السيناريو الذي خططت له إيران مع هذا العميل يا خليل ينفذ ‏على أرض الواقع ‏وعلينا أن نتحمل تبعات تسويفنا وتأخرنا في ‏القضاء على هذه الترسانة العسكرية الضخمة التي ‏ظل يبنيها ‏بسرية واليوم تدعم بأسلحة إيرانية و...‏
ولم أكمل عبارتي الأخيرة حتى سقطت قذيفة في منتصف ‏الجبل الذي كنا نختبئ خلف صخرة كبيرة فيه.. ‏كان الانفجار ‏رهيباً لتتساقط كتل من الصخر والحجارة الصغيرة فوق رؤوسنا ‏ونحن نحاول أن نتقيها ‏ولكني شعرت بضربة في رأسي أفقت ‏بعدها والعرق يتصبب من جسدي.. نظرت حولي فإذا بي في ‏‏غرفتي على السرير.. وبقايا هلع كبير يأخذ نصيبه من ثباتي ‏وصبري.‏
ما زالت أجواء الحرب تضرب رأسي وتملأ قلبي بالرهبة.. لم ‏أستطع الخروج من دائرة الحلم.. رغم إدراكي ‏لذلك التباين بينه وبين الواقع.. عاصفة الحزم ما زالت تدك الحوثي ‏وصالح في عمق اليمن.. ‏تدمر ترسانتهم العسكرية وتفسد ‏مخططاتهم التوسعية مع حليفتهم الفارسية التي أفسدت سوريا ‏واحتلت ‏العراق، وتبحث لمكان لها في اليمن لتقترب من ‏تحقيق حلمها بالسيطرة علينا ونهب خيارتنا.‏
تنهدت وأخذت نفساً عميقاً.. بدأت أستعيد ثباتي.. حمدت الله ورحت أتساءل كيف سيكون السيناريو فيما لو لم ‏يتخذ الملك سلمان ودول الخليج ذلك الموقف ‏الحازم والصارم ‏مع الحوثيين وصالح ومن ورائهم الإيرانيين؟‏
ربما كانت ستكون المعركة في عمقنا بعد أن تتمكن قوات ‏الحوثي وصالح من التقدم والدخول مدعومة ‏بطيران إيراني ‏ودبابات.. وقتها ستضرب محافظات الجنوب وربما احتلوا ‏بعضها وبدؤوا يستخدمون ‏الصواريخ للوصول إلى العاصمة ‏والمدن الرئيسية.‏. ولتسع نطاق الحرب.. الحمد لله أن الأمة العربية الممزقة قد التقت على يد حكيمها (الجديد) ‏سلمان بن عبد العزيز.. قائد ‏متسلح بفكر عميق.. رفض ‏‏(الدنية) وبحث عن (رد) تقره (الشرعية الدولية) ليأتي (عاصفة ‏من حزم) ‏تقلع دابر المعتدي، وتعيد الأمور إلى مسارها ‏الصحيح. كل عام وأنت قائدنا.


[email protected]