|


د. حافظ المدلج
استنساخ "اليد"
2016-01-27
تأهل منتخبنا السعودي لكرة اليد إلى كأس العالم ليس مصادفة ولا مفاجأة، لأنه التأهل الثامن لاتحاد لا يملك ميزانيةً كبيرة رغم أنه يستحق الكثير عطفاً على إنجازاته التي تستحق التوقف عندها، فمعرفة مسببات النجاح أهم من التعرف على أسباب الفشل، ولذلك أتمنى من البرامج الرياضية أن تسلط الضوء على عمل هذا الاتحاد المتميز لعل بعض الاتحادات تتعلم منه معادلة النجاح.
من خلال عملي في المجال الرياضي تعرفت بعدد من قيادات كرة اليد السعودية، وكنت أغبطهم على حماسهم وعملهم الدؤوب في لعبة غير شعبية، فكان إلحاح "محمد المطرود" في الحصول على حقوق اتحاده مثيراً للانتباه، حيث كان يتواجد في معظم المناسبات الرياضية ليستثمرها لاتحاد كرة اليد، وكان قرب "عبدالرحمن الحلافي" من نجوم اللعبة والأندية المتميزة فيها علامة فارقة اختصرت المسافات، فأصبح المتابع يشعر بأنه عاشق "كرة اليد" الذي يبادله الشعور، وكان "تركي الخليوي" مدرسة في الإدارة منذ كان نائباً لرئيس الاتحاد، حيث يجمع وضوح الرؤية وسلامة التخطيط وتحديد الأهداف التي ميزت كرة اليد.
اليوم أطالب باستنساخ اتحاد اليد لتحقق الاتحادات المشابهة نتائج مماثلة، فيقيني أن المواهب الموجودة في كرة اليد لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها في الألعاب الجماعية الأخرى، ولكن الفارق في الإدارة الرياضية للمسابقات والمعسكرات والمشاركات وغيرها من التفاصيل التي يعيشها كل اتحاد، ولعل الخطوة المنتظرة أن تحتفي اللجنة الأولمبية باتحاد اليد وتطلب منه تقديم شرح مفصّل عن عمله الإداري الذي صنع الفارق والإنجاز.
والأمل الأكبر أن تتعاون جميع الاتحادات الرياضية وتتبادل الخبرات والمعرفة والعلاقات من أجل تعميم معادلة النجاح على الرياضة السعودية حتى نحتفل بالمزيد من الإنجازات، ومن يعرف القائمين على اتحاد اليد يجزم بأنهم سيسعدون بمد يد العون للاتحادات التي تتطلع إلى استنساخ تجربة كرة اليد السعودية.

تغريدة tweet:

يعلم المتابع أن هناك اتحادات أخرى متميزة حققت إنجازات للرياضة السعودية مثل الفروسية والكاراتيه وألعاب القوى، وعلينا أن نعطي المميزين حقوقهم لنشبع بذلك حاجتهم للتقدير التي يؤكد "سلّم ماسلو للحاجات" أن "تحقيق الذات" لا يحدث إلا بعد إشباع "الحاجة للتقدير"، ولذلك أتمنى من اللجنة الأولمبية أن تبتكر مقياساً لتقييم أداء الاتحادات وتنشر ترتيبهم بشكل دوري، وعلى منصات التقدير نلتقي.