|


د. حافظ المدلج
مستقبل الجنادرية
2016-02-20
قدري أن أكتب مقالي عصر الجمعة قبل ساعات من "كأس الجنرال" الذي يستحق أن يفرد لبطله مقال سيكون الأربعاء بإذن الله، ولذلك سأكتب عن مهرجان التراث والثقافة الذي ودعنا بالأمس نسخته الثلاثين التي أكدت النجاح في استدامة تظاهرة تسلط الضوء على التاريخ والثقافة والمجتمع السعودي، مع تطوّر ملحوظ في كل نسخة فوجب شكر القائمين عليه.
ولكنني كتبت كثيراً عن تطوير أكبر يغيّر من إستراتيجية "الجنادرية" ويمنحها دوراً ومساحةً أكبر، ولعل انتهاء النسخة الثلاثين يشكل محطة مهمة لتقييم رحلة العقود الثلاثة الماضية ورسم أهداف جديدة للعقود المقبلة، من خلال المقترحات الثلاثة التالية:
أولاً: ما زالت "الجنادرية" بعيدة عن المناسبات الوطنية رغم تسميتها بالمهرجان "الوطني"، وقد طالبت مراراً بربطها باليوم الوطني السعودي لتكون اسماً على مسمى، ويقيني أن اليوم الوطني سيمنح المهرجان مساحة رائعة لطرح الكثير من القضايا التي تهم الوطن والمواطن.
ثانياً: يمثل ارتباط المهرجان بالحرس الوطني حالة نادرة لقيام جهة عسكرية بمهرجان سنوي للتراث والثقافة، ومع تحول هذا الجهاز إلى "وزارة" أصبح التخصص متطلباً مهماً لعمل الوزارة المهمة، ولذلك فإن منطق التخصص يفرض ارتباط المهرجان بالهيئة العليا للسياحة لتتمكن من تطويعه لخدمة المخططات الإستراتيجية لتنمية السياحة الداخلية.
ثالثاً: في الوقت الذي نثني فيه على استدامة المهرجان ووصوله للنسخة الثلاثين، فإن القناعة تتزايد بضرورة تحويله إلى قرية دائمة تفتح طوال العام مثل القرى العالمية المقامة في عدد من مدن العالم لعل أقربها القرية العالمية في دبي، مع إمكانية إقفالها لشهر واحد أو شهرين إذا استوجبت ذلك الحاجة إلى التجديد والتطوير؛ لأن في القرية الدائمة فرصاً استثمارية وتوظيفية لكثير من الأسر المنتجة والمواطنين، كما أنها ستتحول إلى قبلة سياحة طوال العام.

تغريدة tweet:
في الختام أكرر تهنئة "الحرس الوطني" رئاسةً ووزارةً على استمرار النجاح لثلاثين عاماً تمثل شهادةً تاريخية لرجالات بذلوا الكثير من الجهد والوقت في بناء ملحمة "الجنادرية"، وسيبقى الكثير من تفاصيلها صفحات خالدة في ذاكرة التاريخ الذي يشهد على كل سباق وأوبريت وندوة ومعرض وغيرها من مظاهر وفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، والمطالبة بالتطوير تمثل إضافة فصول جديدة من ملحمة سطّرها "الحرس الوطني" ثلاثين عاماً نتطلع بشوق وأمل وثقة إلى فصولها المقبلة، وعلى منصات مستقبل الجنادرية نلتقي.