|


د.تركي العواد
الداهية دونيس
2016-03-02
الداهية هنا لا تعني العبقري بأي حال من الأحوال بل تعني المصيبة الشديدة .. وليس لنا إذا حلت مصيبة إلا أن نقول "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".
في كل مباراة يثبت الداهية إنه أخطر خصم للهلال .. فقد فعل في مباراة الاتحاد ما تعود أن يفعله في المباريات الكبيرة .. أهدى الأهلي الإماراتي التأهل لنهائي آسيا وأعاد أمل الأهلي السعودي في الدوري ثم أحيا آمال الاتحاد مرتين بعد أن اعتقد الاتحاديون إنه موسم للنسيان .. ولو كان في النصر حيل لعاد على حساب دونيس ولكن النصر بالكاد يتنفس.
مشكلته ليست فقط في المدافعين الثلاثة المبشرين بالتشكيلة ولكن مشكلته الكبرى إنه لا يهتم بالخصم .. يلعب المباراة دون أن يركز على طريقة لعب الفريق المنافس فهي لاتهمه .. لا تهمه مفاتيح فوز الخصم ولا أهم لاعبيه .. لذلك لم يبدأ أي مباراة بشكل جيد ما عدا كأس ولي العهد عندما لعب بخطة الجمهور .. كل المباريات التي خسرها الهلال خسرها من الشوط الأول.
في المباراة الماضية استغنى بيتوركا عن سان مارتن لأنه عرف قبل المباراة إنها ليست مباراة مارتن .. عرف إنها ستكون سريعة وتحتاج للاعبين يتميزون بالسرعة ويجيدون الأدوار الدفاعية .. بينما الداهية أصر على إشراك الشلهوب لأنه وضع التشكيلة دون النظر للخصم.
خطة الاتحاد تركزت في الضغط على دفاع الهلال حتى لا يبدأ الهجمة من الخلف .. عطل بيتوركا هجمة الهلال .. ولأن الداهية لا يتابع الخصم لم يعرف سبب كثرة الكرات المقطوعة بين الدفاع والمحور .. أعتقد أن الفريق ليس في يومه .. أو أن الأرضية سيئة .. أو ربما الإرهاق .. أو الجو .. لو كان مدربا طبيعيا لأوعز للدفاع بلعب الكرات الطويلة خلف دفاع الاتحاد .. خطة كارينو الدائمة مع الهلال .. عندما يضغط عليك الخصم في ملعبك ويضيق عليك الخناق ولا يعطيك الفرصة لبناء هجمة من الخلف فالكرات الطويلة هي سلاحك لأن اندفاعه للأمام سيخلق فراغات كبيرة في ملعبه .. أنقل الصراع لملعب الخصم .. ولكنه أصر على الكرات القصيرة بين المدافعين حتى النهاية.
أسوأ ما في تلك المباراة إنه أعاد الفرج لمحور الارتكاز رغم فشله للمرة المليون في هذا المركز.. قناعات المدرب سبب خسارة المباريات الكبيرة .. كان بإمكانه إشراك كريري مكان عطيف المصاب .. ولكنه أصر على ألميدا محبوبه وقرة عينه .. ثم تفتق ذهنه بخطة جهنمية يخرج فيها ناصر الذي أهداه قبل أيام كأس ولي العهد ويشرك حبيبه الثاني وورقته الرابحة عزوز .. مستحيل أن يفوز الهلال في مباراة كبيرة وعزوز وألميدا في الميدان والفرج محور الارتكاز .. إنها خلطة الهزيمة السرية.
مدرب لم يتعاطف معه جمهور الهلال رغم أنه حقق ثلاث بطولات في ثمانية أشهر .. هذا يبين لك أن جمهور الهلال يعرف الفرق بين المدرب الجيد والمدرب الذي كل تغييراته في الأظهرة والمحاور.