|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
ما زال للمجد بقية
2016-03-30




كيف أن المجد والترقي ليس أمنيات ولا آمالاً تراود أصحابها ولن تتحول إلى واقع إلا بإرادات صلبة تحطم الصخر وبعمل دؤوب وتعاون جماعي يحقق ويترجم هذه الأمنيات والآمال إلى واقع. من هذه المقدمة انطلق إلى مسيرة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم التي انطفأت شعلة الإنجازات منذ زمن ليس بالقصير وأضحينا رقماً هامشياً في معادلة البطولات القارية والإنجازات بعد غياب الجيل الذهبي للكرة السعودية.
ومنتخبنا الأول اليوم الذي يمثلنا في هذه التصفيات يدق الباب الأول لقمة المجد بعد تعادل مثير مع شقيقه الإماراتي الذي عده خبراء الكرة اختباراً متوسطاً وليس شاقاً للكرة السعودية وأثبت أنه يريد القمة ولا يعود للخلف، فبنى هؤلاء اللاعبون لوطنهم ولهم شخصياً إنجازاً يحفظه لهم التاريخ كما حفظه لجهابذة الكرة السعودية في مشوارهم الصعب وليس المستحيل.
أين أبطال آسيا وأسيادها لثلاث مرات متتالية وفريق ٩٤ الذي شرف العرب في كأس العالم؟ هؤلاء هم الجيل الجديد القادر إن شاء الله على إعادة الأمجاد.
أرى أن منتخبنا أدرك بأنه مصدر سعادتنا ومن يمثله هم أبناؤنا أعز ما نملك، عقدنا عليهم آمالاً كبيرة وهم يلعبون مع أشقائهم في السلم والحرب ونتمنى لهم ما نتمناه لمنتخبنا وقد تحقق ذلك بتأهل منتخبينا للأدوار الشاقة.
ولكننا في مباراتنا مع الأشقاء طالبناهم بالفوز والحرص على الفوز ولا غير وعدم التساهل في لقاء لأنه في أيديهم ولأن لا شيء يخسرونه فأظهروا إمكاناتهم التي كانت سمة بارزة خلال التصفيات فأكملوها لنفاخر بأبنائنا ونعتز بهم لأنهم حققوا تعادلاً ومستوى مشرفاً وعطاءً متميزاً وأداءً رجولياً كانوا أقرب للفوز أسعدنا وأعادنا إلى مراكز الصدارة التي تعودنا عليها سنين وتركوا آثار أقدامهم في أرض زايد للتاريخ، فنحن محبي ومشجعي كرة القدم سنقوم بتقييم كل بطل من الأبطال ونرفع العقال لمن حرث الملعب وأبدع وقام بالجهد الواجب منه.
إنني أهمس في أذن كل لاعب حمل شعار الوطن وأقول له شعار الوطن له ثمن فبارك الله فيكم ومبارك للوطن بأبنائه المخلصين فحققتم المطلوب منكم في مباراة كان التنافس فيها متاحاً للجميع وشكراً للجمهور الذي أبلى بلاءً حسناً وعلى أبطالنا أن يدركوا أن هذه المباراة محطة فقط والأمام جبال من الفرق المتميزة تحتاج إلى ميثاق شرف من اللاعبين لجندلتها بكل حزم وعزم لنرى الأسود في مشوار إعادة المجد الذي انتزع منا فهل سنراه من أبطالنا.