كنت أتحدث مع الصديق العزيز والمحلل المبدع حمزة إدريس عن أفضل مدرب في الجولة 21 .. فقال حمزة إن كريستيان جروس هو الأبرز.. اتفقت معه أن مدرب الأهلي الأفضل ولكن ليس جروس بل طارق كيال.
أعتقدت لسنوات أن إداري الفريق قليل التأثير.. إنه الشخص الذي لا عمل له.. أقصى مسؤولياته التأكد من الحجوزات والتصوير مع الكأس.. وإثارة المشاكل مع اللاعبين إذا لزم الأمر.. ولكن كيال غير نظرتي للإداري.. قدم نموذجا جديدا.. إداري برتبة مدرب.. إداري بشخصية وثقة في النفس لا تتزعزع.. إداري لا يتصارع مع اللاعبين.. إداري يتقبل ملاحظاته مدرب الفريق ورئيس النادي.. إداري لا يهمه أن يبقى في مكانه أطول وقت ممكن.. أكبر همه أن يكون العمل على أتم وجه.
منذ عاد طارق للأهلي وهو يحقق الانتصارات.. اكتسح الشباب والقادسية وأخيرا حطم ما تبقى من كبرياء الاتحاد.. قال كيال قبل أن يبدأ مهمته مع الأهلي إنه لا يملك عصا سحرية.. ولكن ما عمله أقوى من السحر وأكثر إبهارا من قصص الجان.
جاء لفريق منهار خسر للتو في كل البطولات.. في الدوري وكأس ولي العهد وآسيا للأبطال.. جاء قبل شهر لفريق على حافة الانهيار.. فعل ما فعل فأعاده للحياة.. أعاده للصدارة على حساب الهلال.. وبطارق كيال قد نرى الأهلي يحقق الدوري بعد طول غياب.. فمباراته مع الاتحاد تعكس نوايا الأهلي ورغبته الجامحة في تحقيق الدوري.
قناعات جروس تغيرت مع كيال.. أبعد إسلام وماركينهو ومحمد أمان.. أعاد بصاص والمقهوي ومنصور الحربي.. غير روح الفريق فأصبح الأهلي يقاتل لآخر دقيقة في المباراة.. أصبح يهاجم طوال المباراة.. تخلص من البطء والانهزامية.. مشكلة الأهلي الأزلية إنه عندما يسجل يتراجع ولكنه مع كيال أصبح لا يقنع أبدا بفارق الهدف.. لم أتوقع أن يصمد الأهلي طويلا في الصدارة ولكنه صمد.. ثلاثة أسابيع متتالية متصدرا.. وإذا ما فاز على الفيصلي في الجولة القادمة فسيكون التصدر الأطول للأهلي من سنوات.
قد يكون كيال حالة فريدة.. وقد يكون نموذجا لنوع جديد من الإداريين.. نموذج للإداري القادر على الجلوس مع المدرب وإقناعه.. ليس الإداري الذي يبرر أخطاء المدرب ويصور سلبياته على إنها إبداع.. إذا ما حقق الأهلي الدوري هذا الموسم فسيساهم في تغيير الفكر الكروي في السعودية وسيسقط بالضربة القاضية خرافة المدرب أبخص.