في مباراة الديربي بين الأهلي الاتحاد.. تابعت كاميرا المخرج وجه طفل يبكي بحرقة حال الاتحاد. جاء ذلك الصغير وهو يمني النفس بانتصار يرسم الفرحة على محياه .. ولكن الكتيبة الاتحادية الحالية لا تملك من الإمكانيات ما يؤهلها للصمود أمام المتصدر المدجج بلاعبين (سوبر ستار) قضوا على الإتي بسرعة في (الثانية خمسين).. لم يتمالك الطفل الاتحادي نفسه ليدخل في حالة بكاء مرير بعد تلقي شباك (محبوبه) للهدف الثاني من قدم (السومة) فراح يوجه عتابه للاعبين وهو لا يعرف أنهم ليسوا مؤهلين للنزال وينقصهم الشيء الكثير.. باختصار الإتي ليس الإتي.. والنمور باتت وديعة وما عادت تقوى على الافتراس.
لا تبكي (يا صغيري) فليس بالأمنيات تأتي الانتصارات، فالاتحاد الذي أحببته وبكيت من أجله بحاجة إلى تغيير جلد.. فالدفاع يعاني حالة شتات وتباعد بين أفراده وقصر قامة وضعف بنية، والهجوم لا يوجد فيه سوى (ريفاس) والوسط (حمال أسية) ويحتاج إلى إعادة ثقة، ولن يتم ذلك إلا إذا صلح حال الدفاع والهجوم. والإدارة الاتحادية لم تحسن اختيار اللاعبين المحليين. المدرب (يا صغيري) لا يلام ولم يكن بإمكانه أن يتقدم بالاتحاد أكثر بوجود هذا الضعف (البين) في اللاعبين. الاتحاد بحاجة إلى إدارة كرة واعية وخير من يقوم بهذا الدور الكابتن (حسن خليفة) الحارس الدولي السابق للفريق والذي حقق مع الاتحاد الكثير من البطولات، وهو مدرب وطني سبق له أن أشرف على الفريق وعمل مساعد لأشهر المدربين الذين مروا على الاتحاد وعلى رأسهم الداهية (ديمتري) وهو بذلك يملك الخبرة الكافية للقيام بالمهمة.
(حسن خليفة) هو رجل المرحلة للاتحاد يقنعك بآرائه التي يقدمها في (إم بي سي برو سبورت) وسيقوم بنفس الدور الذي يقوم به (طارق كيال) في الأهلي، فهو شخصية حازمة ومنضبطة ومحبة للاتحاد وتربطه علاقات جيدة باللاعبين.. كلما يحتاجه (خليفة) ـ إذا ما تم اختياره ـ أن يتم منحه كامل الصلاحيات لـ (غربلة) الفريق واختيار اللاعبين الأجانب وكذلك المحليين دون تدخل من الإدارة. دموع الطفل الاتحادي عبرت عمّا خفي من حال جماهير العميد.. ولن تتحمل هذه الجماهير الصابرة المزيد.. هنا طل وجه صاحبي العاشق الاتحادي (الدكتور عبد الرحيم الغامدي) بائساً.. تأثرت لخسارة الاتحاد من الأهلي.. هل تصدق يا دكتور؟.