|


سلطان رديف
ما بين المسؤول والقلم
2016-04-10

لدي قناعة تامة بأنه لابد أن نظن الظن الحسن في أي مسؤول حمل أمانة المسؤولية لأي قطاع من قطاعات الدولة وأنه بدون أدنى شك حريص بأن يقدم عملاً مشرفاً يسجل في تاريخه بأنه استطاع أن ينهض بهذا القطاع أو ذاك فكراً وعملاً وتطويراً ويحقق منجزاً يلامس المجتمع الذي من أجله وجد ذلك القطاع.
وأنا ككاتب حملت أمانة القلم والكلمة عندما أنظر بهذه النظرة فعلى المسؤول هو الآخر أن ينظر لنا بأننا نسعى معه في الطريق ذاته، فنجاح المسؤول هو نجاح لنا جميعاً ونجاح للمجتمع الذي يعتبر الإعلام بالنسبة له قلبه النابض وعينه ولسانه من خلالها يتواصل مع المسؤول فهل يستغني المسؤول أن يكون له مئات المستشارين هنا وهناك يقدمون له النصح ويبينون له مكامن الخلل فرب حامل فقه لمن هو أفقه منه والحق مقبول ولو أتى من ناقص.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه الذي يعد مدرسة في القيادة والإدارة (رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي)، وقيل لعالم قد اختفى عن مخالطة الناس لماذا اختفيت فقال (وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي)، وكلنا يتذكر كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في لقائه بالمثقفين ورؤساء التحرير والكتاب والإعلاميين الذين بعد أن أكد لهم أن هاتفه وسمعه ومجلسه مفتوحة للجميع قال مقولة عمر رضي الله عنه (رحم الله من أهدى إلي عيوبي)، وهذا منهج عمل وفن قيادة وحكمة عقل وبعد بصيرة وتواضع حاكم.
ولا شك أن الإنسان السوي العاقل لا يمكن أن يكسب عداوة الناس وأن الناصح الصادق لا يمكن أن ينصح إلا بلغة مهذبة لا يسيء ولا يهين ولا يجرح ولا يدخل في قلوب الناس ونواياهم، والناقد الأمين يتحدث عن الأعمال لا الأشخاص.
في الرياضة اليوم نحن نمر بمرحلة مخاض ومتغيرات متسارعة وتحول مختلف في الكم والكيف والشكل والمضمون وهذا التغيير لا شك كما قلت في مقال سابق سيكون له مناصرون وآخرون معارضون ولا يمكن أن يكون هناك تغيير دون مشكلات وعقبات وأخطاء ولكن الجميل أن الأغلبية يطمحون إلى التطوير ويؤيدون الرؤية الشاملة التي تأتي تحت أهداف طموحة جميعنا نتطلع إليها ولا نختلف حولها لأنها تحاكي المصلحة العليا للرياضة التي تحتاج إلى نقلة نوعية نعيد من خلالها صياغة المنهج والأهداف ومن حق من يعمل أن يعطي فرصة العمل ليحقق النتائج.
دورنا اليوم تكاملي وليس تصادمياً بمعنى أننا يجب أن نسير جميعاً في طريق واحد وكل منا يكمل الآخر ومن لم يجد نفسه قادراً على التكيف مع المتغيرات ويتأقلم مع البيئة الجديدة فعليه ألا يكون حجر عثر أمام المنظومة ولكل مجتهد نصيب من اجتهاده فأن تفكر خطوة وأن تنفذ خطوة أخرى والنجاح درجات ونسب وهي معيار التقييم لهذا العمل أو ذاك.
فعلى كلٍ منا أن يستوعب الآخر ويقبل بوجهات النظر ما دامت تصب جميعها في المصلحة العامة التي هي هدفنا جميعاً فتلك ثقافة النجاح.