|


د.تركي العواد
ياسر الساحر
2016-05-11
النجوم حساسون.. أنانيون كالأطفال.. يرفضون الأدوار الثانوية.. وإذا جلسوا على الدكة أكثروا الكلام.. يرون أنفسهم فوق الجميع.. يختلفون مع المدرب والإدارة.. يثيرون الجمهور و الصحافة.. يحاربون المنافسين وغير المنافسين.. ولكن ياسر خالف كل القوانين.. تقبل الاحتياط.. رضي بأن يكون المهاجم الرابع عند دونيس.. دعم ناصر والسالم والميدا.. وعندما شارك أساسيا لأول مرة سجل سوبر هاتريك.. لم يشارك أساسيا إلا مباراة واحدة فقط وسجل أكثر من السالم وناصر.. سجل عدد أهداف الميدا.. رغم ان الأخير شارك في 22 مباراة وأضاع خمسين هدفا وركلتي جزاء.
في مباراة هجر في الدور الاول اصر ياسر ان يسدد الميدا ركلة الجزاء.. رغم ان دونيس طلب من ياسر التسديد.. دعمه ليخرج من مرحلة الاحباط وإضاعة الأهداف.. عرف ان الميدا بحاجة لهدف بعد صيام الست مباريات.. وعندما سجل ناصر في نهائي كأس ولي العهد احتفل معه كأنه هو من سجل.. اقترب منه واحتضنه وشجعه.. أراده أن يعود من أجل الهلال.. وكذلك فعل مع السالم.. لم يفكر ابدا في نفسه.. لم يفكر في المنافسة والخانة.. فكر فقط في الهلال.
ياسر يملك صفات النجم.. صفات الفارس.. صفات الرجل المعتز بنفسه دون غرور ولا تعال.. لا يتذمر ولا يتعذر.. لا يلعب دور الضحية ولا يتآمر.. رغم أن المدرب ظلمه وحبسه على الدكة 18 مباراة.. رغم ان المدرب اكتشف بعد فوات الأوان انه يملك المهاجم الذي كان يحتاجه.. إلا ان ياسر بقي راقيا في كل الأحوال ولم ينطق بكلمة ضد أحد.. بقي على العهد.. تحتاج لإنسان خارق ليتصرف بهذا التسامي وهو طوال الموسم يتابع المباريات من الخارج.
أعرف أن جمهور الهلال قلق.. يخاف على مستقبل الهلال.. يخاف ان يغيب طويلا عن الدوري.. لا يريد مصير النصر والأهلي.. ولكني لست قلقا على الهلال.. فياسر قادر على توحيد الفريق من جديد.. قادر على قيادة الهلال من داخل الملعب وخارجه.
ياسر جعلني أكثر فخرا بالانتماء للهلال.. جعلني أكثر اعتزازا بأني يوما مثلت النادي الذي مثله.. لا يفعل ما يفعله إلا الكبار.. هذه الاخلاقيات لا تجدها إلا في قليل من اللاعبين.. في قليل من الناس.. في واحد فقط من الناس.