|


د . رشيد الحمد
المال بين التخطيط والهبة
2016-05-25

التخطيط المبكر ووحدة الصف جالبة البطولات
لماذا يغيب التخطيط المالي والإداري عن أنديتنا؟
أين الموازنات المالية التخطيطية التي تجنب الفرق الغرق في بحر الديون والإفلاس؟
إذا عرفت ما ستعمله بدقة وموضوعية
ستعرف كم ستنفق وإذا عرفت كم ستنفق لن تتعثر ولن تضطرب مسيرتك الفنية
فالأندية الرياضية السعودية مؤسسات رياضية لا تستهدف الربح بتاتا ومعنية بالاهتمام بالنشاط الرياضي وتقديم خدمة اجتماعية للوطن وهي في الواقع مؤسسات ذات كيان
يمكن الحصول منها على عائد مادي مجزٍ يفوق العائد من صفقات تتم في أي من المجالات ففي الأندية الأوربية على سبيل المثال لا الحصر تتعدى العوائد عشرات الملايين الأمر الذي أنتج الكثير من شركات التوكيلات والسمسرة التي تكفلت بجلب المال لهذه المؤسسات الرياضية العملاقة وفق خطط مالية شاملة ومهدفة..
وفي خضم رؤية السعودية 2030 والتي أعلن عنها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وشملت تطوير عمليات جميع القطاعات الحكومية والخاصة يتحتم أن تتبنى الهيئة العامة للرياضة إدارة ذات جودة وخبرة للتسويق على اعتبار أنها من أهم أذرعه الاستدامة لهيئة الرياضة ومن الروافد ذات الأولوية التي لا بد أن تعتمد عليها الأندية الرياضية مستقبلا حتى تستطيع أن تتكيف مع النظرة الاستشرافية لمستقبل الرياضة السعودية من خلال الأندية الرياضية لتسير نحو أهدافها بفاعلية تكفل أداء عملها وتحقيقها لأهدافها بصورة منتظمة ومضمونة، والتسويق رئة القطاع الاستثماري ـ إذا طبق حسب أصوله العلمية المتبعة عالمياـ سيلعب دورا مهما في الاقتصاد الوطني وبالتالي تحويل تدفق المال إلى الأندية الرياضية بشكل مؤسسي ليلبي مطالب الأندية على المدى البعيد لان النظام الحالي المتبع في الأندية بكل أسف نظام مالي قائم على الفزعات الشرفية ومدى توافق فكر أصحابها مع فكر إدارات الأندية ولا يقوم على مرتكزات اقتصادية واضحة المعالم وهذا مكمن الخطورة فضمان دوام الحال من المحال إن إعادة صياغة معايير ومحددات استثمارات الأندية وفق أصول علمية تتلمس مواطن تدفق المال على النادي باتت الحاجة لها ملحة للغاية من أي وقت مضى وإذا أراد صناع قرار هيئة الرياضة النجاح فليفتحوا هذا الملف بعزم وتصميم فهو ركن رئيس من أركان رؤية التحول الوطني في المجال الرياضي.. المتمعن في وضعنا الحالي وبالذات لتحقيق الرؤية السعودية يجد انه بإمكان الأندية أن تدير عائدا ماديا مجزيا يساعدها على تحقيق أهدافها من خلال استغلال الأندية لمقراتها ومنشآتها وعوامل جذب جماهيرها بصورة اقتصادية وتعديل المعايير والضوابط القديمة التي كانت تعمل بها فلم تعد الدولة هي المنفق الوحيد على الرياضة بل مصدر دعم وعلى القطاع الرياضي التحول نحو إدارة استثماراته بنفسه والبحث عن مصادر جديدة ودائمة وإلا سيجد نفسه في يوم ما على قارعة الطريق ينادي ولا مجيب إنه عالم البقاء فيه للمعرفة الاستثمارية الجالبة للمال.