|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
إعلامنا الرياضي في 2016
2016-06-08
يحظى إعلامنا الرياضي بمساحة جيدة للتعبير وتداول المعلومات عن أي مجال آخر وقطع شوطا جيدا في هذا الاتجاه لعله يصل إلى ما هو موجود في المجتمعات المتقدمة في المجال الرياضي وفي السنوات الأخيرة اتسع نطاق المشاهدة والمتابعة للإعلام الرياضي سواء المقروء أو المرئي أو المسموع وحرص الإعلام الرياضي إن يتسم بالنزاهة والموضوعية والتوازن وكلها عوامل مهمة تتفاعل لتحقيق درجة ومستوى ومصداقية لدى الجمهور الرياضي ، وقد تزامن مع الإعلام الرياضي تطور تكنولوجي سريع ومتلاحق نتج عنه أن بعض القنوات قد كسبت قاعدة جماهيرية عريضة لا ينافسها أي مجال آخر وكل منا يتذكر كيف وصل عدد المشاهدين في كأس العالم الأخيرة بالبرازيل والذي فاق التوقعات من المشاهدين في أنحاء العالم وفي قنواتنا الفضائية المرئية والمسموعة حظيت بعض البرامج بثقة عملت على إقناع المتابعين والمستمعين وكسب رضاهم وتعرضت بعض القنوات للاهتزاز لدى المتابع نتيجة تصيدها وعرضها أخبارا بعيدة عن المصداقية وبوجهات نظر متعارضة حتى في القناة الواحدة ولعل أبرزها قضية الكابتن محمد نور لاعب نادي الاتحاد بجده فبعض الإعلام وصفه بغير المنضبط بل بالبعيد عن القيم واللاعب غير القدوة والبعض الآخر وصفه باللاعب المميز الذي يبحث عن الحقيقة وثالث اعتبر هذه خصوصيات لا يفضل أن تفرد وتتاح لها كل هذه المساحة من النقاش والحوار والجدل وبالتالي ضاعت الحقيقة.
وفي مجتمعنا السعودي والذي يقدر الرياضة بجميع شرائحه نحتاج إلى المصداقية في الإعلام الرياضي وان تحرص منابر الإعلام بألا تفقد قيمتها التربوية في الطرح لدى معظم الناس ومن وجهة نظر شخصية بحته أرى بأن وسائل الإعلام المرئي في المجال الرياضي تفوقت على وسائل الإعلام المقروء من الصحف والمجلات لأن التلفزيون كما هو معروف يعد من المصادر الأساسية للأخبار ورغم عدم وجود دراسة في المجتمع السعودي لمعرفة الآراء والانطباعات عن سرعة التأثير من أي من الأخبار ولكن اعتقد أن ما يحدث في القنوات الرياضية المرئية هو من الوسائل التي تحظى بمتابعة وشعبية أكبر لاتساع الفجوة بين الرياضيين المتابعين والمشاهدين والمتحدثين الذين يعبرون عن انطباعاتهم نتيجة ميولهم لأنديتهم ولكوني من متابعي القنوات الرياضية فأرى أن برنامج صدى الملاعب قد حظي برضا واهتمام المتابعين لطرحه المتوازن وتغطيته الشاملة وتبنيه حملة ضد التعصب الرياضي ويأتي بعده برنامج (كورة) من حيث الجودة في الأداء وتطبيق معايير جيدة للضيف فيها نوع من الشفافية غير المخلة ثم برنامج (أكشن يا دوري) والذي يعتمد على حيوية وروح مقدم البرنامج متى ماكانت حاضرة والذي يملك تسيير البرنامج بما يراه يحقق أهدافه ومن ثم برنامج الملعب وعالم الصحافة حيث أنهما يمثلان الرؤية الصادقة والموضوعية بعيدا عن مس روح المشاهدة والمتابعة لا رتباطهما بالقيم والتي تحرص عليها القناة أما ماعدا ذلك فأرى بأنها تحتاج إلى إعادة تأهيل لتتوافق مع الذوق العام لأن المتابع ورجل الشارع الرياضي أصبح أكثر وعيا بما يقدم ويطرح وما نتمناه من إعلامنا للبحث عن التميز والمصداقية للمواسم المقبلة ونحن في فترة ركود فيتحتم أن تقوم القنوات الرياضية وإعلامنا الرياضي بشكل عام بعمل ورش وحلقات نقاش يتم من خلالها رصد مواقع الخلل إن وجد واستطلاع الآراء لتجويد ما يقدم مستقبلا وكل عام وأنتم بخير وفي خير ومتابعة ممتعة لقمة الكرة العالمية كأس أمم أوروبا.