بدأ فصل الصيف أمس بحسابات الفلك وسيمتد لثلاثة أشهر كاملة، وكان السؤال المتكرر: ماذا تسمون الأسابيع الماضية التي لامست فيها درجات الحرارة الخمسين؟ فيقيني أن الفصول الأربعة في عاصمتنا الحبيبة لا تعني سوى اسم فندق شهير في برج المملكة، فلدينا تسعة أشهر من الحر وثلاثة أشهر تشمل الخريف والشتاء والربيع، ونسأل الله براد الجنة.
الصيف يعني فترة الانتقالات التي ينتظرها عشاق كرة القدم للاطمئنان على مستقبل فرقهم ونجومهم في الموسم القادم، ولكنه أيضاً موسم الشائعات التي تتزايد حول بعض النجوم وأهم الأندية، ففي كل صيف ينتقل "رونالدو" من ريال مدريد إلى أكثر من نادٍ وغالباً الغني جداً باريس سان جيرمان أو العودة إلى حبه الحقيقي مانشستر يونايتد، وتنتهي فترة الانتقالات الصيفية وتبقى الحقيقة التي لا تشكل إلا جزءاً يسيراً من الأخبار التي نشرها الإعلام.
الصيف مقسّم بين الراحة والاستعداد للموسم القادم، وقد كتبت مراراً عن الإجازة السلبية التي يجيد النجوم المحترفون أخذها والاستفادة منها بالابتعاد الكامل عن كرة القدم مع عدم إهمال الجسم أو تدميره، لكي يتمكن النجم من الاشتياق لممارسة معشوقته التي احترفها، ثم يبدأ بعد ذلك رحلة أهم باستعادة لياقته والحرص على بداية الموسم في لياقة 100 %، وتلك نقطة الاختلاف الأولى بين الكرة الخليجية والعالمية، حيث يتكرر مفهوم أن نجومنا يبدؤون الموسم بثلثي جاهزيتهم على أفضل تقدير بينما يبدأ نجوم أوروبا بكامل جاهزيتهم، وبسبب هذا المفهوم طالبنا بفصل الشرق عن الغرب في آسيا لأن ربع نهائي دوري الأبطال آسيا يأتي في بداية الموسم لدينا ونجومنا غير جاهزين في حين يصادف منتصف الموسم في الشرق، ولذلك علينا أن نغيّر مفهوم المعسكرات الصيفية بحيث يكون الهدف منها تجهيز النجم بنسبة 100 %.
تغريدة tweet :
هذا الصيف يختلف عن الأعوام الماضية بوجود بطولتين قاريتين مهمتين، كوبا أمريكا ويورو 2016، مما يعني مشاركة أهم النجوم في بطولة تتطلب الجهد والعرق الذي يقتطع شهراً من إجازتهم الصيفية، ولذلك ستكون إجازتهم السلبية قصيرة جداً يعودون بعدها لمعسكرات الإعداد للموسم القادم، ولكم أن تتخيلوا نجماً قد يواصل اللعب في أولمبياد ريو 16 مما يعني استمراره في اللعب طوال الصيف، وستظهر نتائج هذا الصيف على الموسم القادم، وعلى منصات تأثير الصيف نلتقي.