أقول لطلابي في نهاية كل فصل دراسي إن أهم مبدأين يجب التمسك بهما في حياتهم العملية هما: الابتعاد عن المال الحرام والظلم، وكنت أتساءل معهم كيف يمكن تطهير الإنسان من المال الحرام إذا بنى منه بيته وأطعم أهله وصرف على أولاده؟ وأكدت لهم أن المال الحرام له صور كثيرة في الحياة العملية أبرزها الفساد المالي وعدم إعطاء الناس حقوقهم وهو أخطر لأنه يجمع بين المال الحرام والظلم في آن واحد، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
بالأمس أعلنت الأندية عن ميزانياتها التي أوضحت الديون المتراكمة عليها، والتي تشمل حقوقاً لم تدفع لمستحقيها من اللاعبين والمدربين والجهات التي تعاملت معها تلك الأندية كالفنادق وشركات السيارات وغيرها، وقد يكون من بين المستحقين محتاج تتوقف حياته ومستقبل أبنائه على تلك المستحقات، وأذكر أنني كنت عند عضو شرف أحد أندية العاصمة في مكتبه فدخل علينا نجم كبير يشتكي أن مالك البيت الذي استأجره أمهله نهاية الأسبوع ليسدد الإيجار أو سيطرده وأهله، والنادي لم يسلم له رواتبه منذ تسعة أشهر.
تعلمنا من ديننا الحنيف: "أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"، ولكننا نسمع ونعايش أندية تحرم اللاعبين والمدربين والعاملين من رواتبهم لأشهر طويلة، ويكفي أن أقول إن العاملين بقطاع البراعم في أحد الأندية الغنيّة لم يستلموا مستحقاتهم منذ أكثر من سنتين، فكيف ينام من يأكل حقوق العاملين واللاعبين في مرحلة التأسيس لصناعة نجوم المستقبل، وأي مستقبل ينتظر هؤلاء في عالم الرياضة، بل أي مستقبل ينتظر من أكل حقوقهم يوم القيامة والحساب؟
تغريدة tweet:
إنني أوجه رسالة في نهاية شهر رمضان المبارك لكل من يأكل حقوق الناس لأي سبب كان، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالوفاء بالعقود والعهود، والتأخر في تسليم المستحقات خيانة للأمانة التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، ولكن الأنسان المغرور الجاهل حملها وعليه أن يدرك عواقب خيانة الأمانة، إنني اليوم أوجه رسالة تحذير من دعوة مظلوم في جوف الليل في العشر الأواخر من رمضان قد تتسبب في تعجيل العقوبة في الدنيا لمن أكل حقوق الناس، وإن سلم في الدنيا فلا يفرح لأن الله يمهل ولا يهمل، فهل نتعلم؟، وعلى منصات الأمانة نلتقي.