في رمضان من العام 1421هـ كتبت في زاويتي "الرياضة والاستثمار" بجريدة "الرياض" مقالاً بعنوان "أطفالنا يلعبون القمار"، بعد معلومات موثقة من ابن عمي وأخي بالرضاعة الموجّه التربوي آنذاك "محمد المدلج"، وكان مقالي سبتياً أيضاً، فتلقيت بطريقي للجامعة اتصالاً من مسؤول أمني بإمارة الرياض يبلغني أن الأمير سلمان (الملك المفدى) مهتم بالأمر ووجّه بالحصول على تفاصيل كاملة، فاتفقنا على اللقاء في سوق صحارى بعد التراويح، فكان التثبت والتأكد من خطر اللعبة وبعد أيام صدر القرار بمنعها من الأسواق السعودية ولله الحمد.
قبل أيام قام عبقري بابتكار لعبة افتراضية مستمدة من "بوكيمون" الورقي يقال بأنها أفضل تقريب بين الافتراضية والواقع، وقام باستخدام نظام الملاحة بالخرائط (GPS) لنشر البوكيمون في أماكن متفرقة بالملايين بحيث يظهر على شاشة الجوال إذا صادف وجوده أمام الكاميرا ويمكنك أن تصطاده بالضغط عليه في الشاشة، هذا الشرح المختصر قد يخلّ بالفكرة ولكن العبرة بأنها اجتاحت العالم ورفعت قيمة الشركة المنتجة بـ 9 مليار دولار في أيام.
ورغم أن اللعبة تم تطبيقها في العالم الغربي الشمالي فقط إلا أن شبابنا يقومون بتغيير مواقعهم على الخريطة الافتراضية ليتمكنوا من اللعب، وهنا أعترف بأنني لا أعلم أبعاد اللعبة الجديدة وخطورتها ولذلك يختلف ما كتبته اليوم عن مقالي القديم، ولكنني أكتب محفزاً شبابنا الواعد على الابتكار بدل الإتّباع فنحن في زمن التطبيقات الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي العبقرية التي غيرت مفاهيم التسويق والاستثمار، فأصبحت واتساب وفيسبوك وتويتر وسنابشات وأوبر وغيرها تساوي مليارات خلال فترة وجيزة، والآن تقوم لعبة "بوكيمون" الافتراضية برفع قيمة شركة نينتندو 9 مليارات في أيام معدودات فإلى أين يتجه العالم؟
تغريدة tweet:
سؤالي حول اتجاه العالم من حولنا يجرني للحديث عن الأعمال الإجرامية الأخيرة، ففي شهر واحد قتل شابان والدتهما وطعنا أمهما وأخيهما ثم قام مجرم آخر بتفجير أودى بحياة أربعة من حماة المسجد النبوي الشريف ثم دهس إرهابي رابع أكثر من ثمانين شخصاً في جنوب فرنسا، وجرائم داعشية متفرقة في مواقعها والقاسم المشترك بينها الوحشية وقتل الأبرياء، كل ذلك بسبب فكر تتم تغذيته من الداخل والخارج، وواجبنا جميعاً أن نتعاون على محاربة الفكر الإرهابي أياً كانت مصادره، وعلى منصات الوطن والأمن نلتقي.