إن المتابع لما تشهده الساحة الاجتماعية من توجه شبابي عام نحو ممارسة الرياضة يسعد بما يراه ويسمعه بشأن ما يصاحب هذا التوجه من تنوع واضح في نوع الرياضات التي تمارسها مختلف شرائح المجتمع باختلاف أساليبها وأماكن مزاولتها .. وهي ظاهرة إيجابية تدعو للتفاؤل بمستقبل صحي عام مليء بالنشاط يصاحبه قلة الاعتلال البدني الناتج عن الخمول وقلة الحركة .. ومع تنوع أساليب وأماكن مزاولة الرياضة في مجتمعنا السعودي يظهر لنا وبشكل واضح ما قدمته وتقدمه الصالات الرياضية الخاصة التي باتت تقدم خدمات وتطبيقات متقدمة ومتطورة في مجال الرياضة العامة وتحسين الأداء البدني والبنية الجسمية لدى الممارسين وهو أمر جدير بالاحترام وتعزيز الثقة فيما تقدمه تلك الصالات ..
ويمهد لثورة تنافسية بين مقدمي الخدمة سيلقي بظلاله بإذن الله على تحسين بيئة ممارسة الرياضة .. والكاسب الأكبر هو المواطن والوطن بإذن الله ..
ومن صور الوعي الاجتماعي لسلوكيات الرياضة هو بدء ظهور المجموعات الرياضية العامة المهتمة بممارسة النشاط الرياضي على شكل قريب من الاحترافية من حيث تنظيم جداول التمارين واختيار الأماكن والمستلزمات المناسبة لمزاولة الرياضة .. إلا أن ما يقلق المتابع لتلك الحركة هو الاستغلال السلبي لهذه الظاهرة من بعض "ضعاف النفوس" ..
كيف لا وهم يدسون السم في العسل بطريقة أقرب ما تكون للجريمة المنظمة ؟! ويتمثل هذا الخطر في وجود من جعلوا من أنفسهم ناصحين لممارسي الرياضة عن طريق تقديم النصح "السلبي" باستخدام بعض المستحضرات والأدوية التي تحتوي على مواد محظورة رياضياً حيث يقدمونها لضحاياهم الواهمين تحت مسمى المكملات الغذائية أو محسنات الأداء !! ولعل ما يفعل تجارة أولئك المجرمين هو ضعف الوعي لدى أفراد المجتمع بالإضافة إلى الثقة المفرطة في بعض الأشخاص لمجرد أن ذلك الشخص يملك جسما عضليا أو قواما رشيقا يتباهى به ليروج بضاعته الخطيرة .. ومن واقع خبرة واسعة في هذا المجال والعديد من الدراسات والبحث فقد تبين بما لا يدع مجالا للشك أن نسبة كبيرة من مصادر المواد المحظورة رياضياً هو بعض مدربي اللياقة وبناء الأجسام في المراكز الرياضية الخاصة والعاملين فيها ..
وإن كان معظم الصالات المميزة في بلادنا تخلو ولله الحمد من هذه الظاهرة إلا أن هناك صالات يسكنها مجرمون يسعون للكسب المادي بعيدا عن تبعات وأضرار المواد التي يبيعونها للممارسين ذوي الثقة العمياء بمن يسمون أنفسهم "مدربين" !! لذا .. فإني أنصح الممارسين الرياضيين وأنصح نفسي بتوخي الحذر قبل استخدام أي منتج حتى وإن قدم لكم بطريقة مغرية متبوعة بعبارات الثقة والتقليل من خطورته .. إياكم أن تكونوا لقمة سائغة وصيداً سهلاً لمجرمي الرياضة ..
فهمهم الأول هو الكسب المادي .. وهمكم الأول هو صحتكم .. وأعتذر منكم في هذا المقام أن أسرد العواقب الصحية الوخيمة على مستخدمي تلك المواد نظراً لضيق مساحة المقال .. وأعدكم بالعودة مجدداً للتذكير بأبرز أخطار ومضار المواد المحظورة رياضياً .. والتوسع أكثر في هذا المجال .. دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن ..