|




بدر السعيد
ألغوا هذه المفردة من قاموس رياضتنا
2016-07-25

لا يحتاج المراقب للمشهد الرياضي السعودي إلى أدلة وشواهد إضافية تثبت له أن المرحلة الحالية تعيش حراكاً تصحيحياً شاملاً في جميع قطاعات ووحدات العمل الرياضي الوطني في الأصعدة كافة.
ولعل أحد أهم ما كان يشغل المتابعين والمراقبين في الفترة الحالية هو ترقب تبعات القرار التاريخي لتهمة "التلاعب بالنتائج" في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم.. وتكمن أهمية ذلك القرار في كونها أظهرت الجانب الحازم في صورة المنظومة الرياضية السعودية.. ولكونها لامست كرة القدم فهذا أدعى لاهتمام ومتابعة مختلف الشرائح الرياضية في المجتمع..
ولست هنا لأدلل على صحة القرار أو بطلانه.. فلست مطلعاً على جميع تفاصيل القضية عن كثب وبأدلة قطعية من جميع الأطراف.. كما أني لست محامياً عن نادي المجزل من جهة أو مدافعاً عن لجنة الانضباط من جهة أخرى.. فالقرار صدر من جهة تملك الصلاحيات كافة لإصداره وتحظى بثقة المؤسسة الرياضية.. ويظل قراراً قابلاً للاستئناف ولا ندري إلى أين ستمتد فصوله وتبعاته؟
لكني استحضرت هذا القرار كخطوة تدعو إلى الكثير من الأمل بمستقبل رياضي تقوده الأنظمة ويغلفه الحزم.. مستذكراً ما كتبته في هذا العمود قبل أسابيع تحت عنوان "الإصلاح الرياضي في مفترق طرق" والذي أشرت من خلاله إلى صعوبة المرحلة القادمة من العمل الرياضي وارتباط نجاحها بالالتزام التام بتطبيق جميع الأنظمة واللوائح على "الجميع"..
وبالقدر الذي أقول فيه "مرحباً بالقرار" الذي يحقق العدالة ويعزز النزاهة في وسطنا الرياضي.. إلا أنها ستظل ترحيبة خجولة تحمل في طياتها أملاً بالمساواة والاستمرارية أكثر من فرحها بالقرار ذاته!
إذ إن ترك جميع المخالفين بلا عقوبة.. لا يختلف كثيراً عن معاقبة أطراف في انتهاكات ما وترك غيرهم يخالف ويتجاوز الأنظمة دون رادع.. ففي الحالة الأولى سيستمر الخطأ.. أما في الحالة الثانية فستكون التبعات أخطر حيث سيستمر الخطأ "نفسه" بالإضافة إلى ظهور علامات المحاباة ومؤشرات الفساد وعدم النزاهة من ناحية أخرى..
لا ترجون تطوراً في رياضتنا ما لم يتم التعامل مع الجميع بنفس القوانين بعيداً عن أي اعتبارات أخرى وفي مقدمتها الوضع الاجتماعي لهذا الاسم أو ذاك! فالجميع أصبح واعياً أكثر من ذي قبل.. بالقدر الذي يجعله قادراً على كشف محاولات إخفاء الدعم لهذا أو التغاضي عن ذاك.. فإما إخراج "كل" ما في الأدراج من قضايا وتجاوزات يرددها بعض المنتمين للوسط الرياضي.. أو محاسبة كل من يتهم المنظمة الرياضية بلا دليل طالما أنها اتهامات فارغة لا تحمل الإثبات! وبذلك نضع حداً لأبرز مسببات الصدع والصداع في جسد الرياضة..
أتمنى وبكل ما أحمله من ثقة بالله سبحانه ثم التفاؤل في صناع القرار في رياضتنا بأن يوفقوا في فرض هيبة النظام وفاعليته على "الكل" وفي كل القطاعات واللجان بلا استثناء.. حينها سيفرح كل رياضي بإلغاء مفردة "المحاباة" من قاموس الرياضة السعودية.. افعلوها.. من أجل الوطن أولاً وثانياً وأخيراً..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.