|


محمد الناصر
ارحموا جاهل فريقٍ زلّ
2016-08-02

لا نزال نذكر العديد من النجوم المميزين على مستوى الكرة السعودية الذين وصلوا عرش النجومية بسرعة الصاروخ ليغادروها بسرعة أكبر والسبب انضباطي.

 

فمنذ بدأت طفرة ارتفاع العقود مع عدم اشتراط مؤهل دراسي أو مستوى تعليمي للاعب ساعد ذلك كله في تكوين خليط لا متجانس أدى إلى ثروة هائلة مفاجئة وغير متوقعة مع مستوى تعليمي متدني وثقافة شبه معدومة تسببت في صدمة لم يستيقظ منها بعض النجوم إلا وقد لفظتهم أنديتهم خارج أسوارها بذات السرعة التي أبرزتهم بها وعادت أرصدتهم البنكية للتلاشي وانهدم كل حلم وردي شيدوه إبان الأرقام الفلكية والشو الإعلامي الذي رافقهم حين نجوميتهم.

 

الأمثلة على ذلك كثيرة من العينات التي خسرت أنفسها قبل أن نخسرها نحن كرياضة وطن.

 

خالد شراحيلي أحد ضحايا هذه المشكلة، حيث كان حتى آخر مشاركة رسمية الحارس الأساسي للمنتخب، وكان بوجهة نظري الحارس الأبرز في الدوري بعد محمد العويس وفي غضون أشهر بسيطة توالت مشاكله وتعددت حالات خروجه عن النص حتى أصبح الآن يتدرب في النادي وحيداً وفريقه قد عسكر بدونه واستقطب بديلاً له.

 

لا شك أن اللاعب هو المسؤول الأول عن تصرفاته ولا انضباطه، وهو من يتوجب عليه أن يدفع ثمن ذلك كونه المتسبب الرئيس به، لكن أليست أنديتنا شريكة له بهذا الخروج عن النص ابتداء من غياب دورها التوعوي والتثقيفي لنجومها ثم تخليها عنهم لاحقاً حال ظهور بعض أعراض هذه المشاكل عليهم.

 

إذ لابد للأندية أن تبادر لدور إيجابي يحمي اللاعب حتى من نفسه، إذ أن الغالب من هذه النوعية عدو لنفسه ولنجوميته.

 

فكلنا مازلنا نذكر المحور الأبرز خالد عزيز وكيف كانت نهايته وما هي الفرص التي فرط بها والأندية التي راهنت عليه تباعاً وخذلها حتى وصل به الحال الآن أن يلعب كما يقال في الحواري مقابل مبلغ مالي زهيد لكل مباراة على الرغم من أنه كان النجم الأول في مركزه على مستوى المنتخب.

 

وعلى النقيض تماماً يجب على الأندية وكذلك الإعلام إبراز العينات الإيجابية والاحتفاء بهم وتقديمهم كقدوات للاعبين النشء وللذين يتعثرون لاحقاً في مرحلةٍ ما ويبحثون عن اكتشاف أنفسهم من جديد من خلال الانضباط والالتزام فهذا عبدالمجيد الرويلي بعد توفيق الله أعاد اكتشاف نفسه وعاد للمنتخب قبل أن يشري عقده الهلال ليعود لدائرة الكبار بعد أن خرج منها يوم أن استغنى عنه الشباب.

 

لذلك على أنديتنا جميعاً الالتفات لهكذا ظاهرة، ومحاولة معالجة هذه المشاكل مسبقاً من خلال زرع روح الانضباط واستشعار المسؤولية وحفاظ اللاعب على مستواه والتزامه من الفئات السنية كونها مصدر رزقه الأوحد ومعرفة أن ما يفصله عن العودة لنقطة الصفر التي بدأ منها هي اللانضباط فقط.