|


محمد الناصر
(المصلحة هي هي والدوافع تغيرت)
2016-08-09

كان أول شروط طهي أحد أطباق السمك أن يقوم الطباخ بقطع ذيل السمكة ورأسها.

فتساءل يوماً أحد من تعلم الطبخة للتو عن سر ذلك وفائدته في جعل الطبخة لذيذة وشهية فلم يجد له إجابة منطقية من أحد، وتساءل حتى وصل لصاحب الطبخة الأول الذي أجاب بكل عفوية: كل ما في الأمر أن مقلاتنا كانت صغيرة لا تكفي لوضع السمكة بالكامل فيها؛ فكنا نقطع الرأس والذيل ومتى ما كانت مقلاتك تتسع للسمكة كاملة فسيكون من الأفضل أن تطبخها كاملة دون قطع.

تذكرت هذه القصة وأنا أنتظر من اتحادنا أن يعطينا تبريراً مقنعاً لإقامة السوبر في لندن فالجميع يدندن حول (مصلحة) الكرة السعودية وهو العذر الذي استأنس به الاتحاد في فترته الأخيرة في اتخاذ أي قرار يستهويه تجربته.

فالأخبار كذلك تقول إن الاتحاد السعودي تقدم بخطاب للهيئة العامة للرياضة يطالب فيه بتمديد فترته الرئاسية حتى 2018 مبرراً ذلك (بمصلحة) الكرة السعودية.

مع أن ذات الاتحاد كان يرد على مطالبات رحيله المتكررة نهاية الموسم الماضي والمستندة (لمصلحة) الكرة السعودية حتى يبدأ الاتحاد الجديد عمله من بداية الموسم بأنها مطالبات غير منطقية وأن من حقه النظامي إكمال فترته القانونية.

فماهي (المصلحة الوطنية) التي كانت غائبة عنه ولم تتضح له حتى تعلق الأمر (بمصلحته الشخصية)؟

ولأن اتحاد (المصلحة) كان منطقياً بطلبه اللامنطقي كونه ربطه (بالمصلحة الوطنية) فليته أكمل تنظيره المصلحي وأعطانا كمتابعين وجماهير (مصلحة واحدة) مقنعة لإقامة السوبر في لندن عدا أنها تضمن لأعضائه إجازة مدفوعة الثمن في عاصمة الضباب لندن.

كما أن هناك (مصلحة) أخرى وهي ضمان أن يكون الحضور من أصحاب الطبقة المخملية دون أن يضايقهم في الحضور (الغلابة) من عشاق الفريقين الذين تشق عليهم أحيانا قيمة تذكرة في ملعب الملك فهد أو الجوهرة ناهيك عن السفر إلى لندن.

كما أنه من (المصلحة العامة) كذلك ألا تعرف كمتابع أنه في العام الماضي لم تكتب أي صحيفة صدرت من لندن أي حرف أو زاوية صغيرة صبيحة المباراة عنها فأي مصلحة تسويقية يتحدثون عنها؟

أخشى أن تكون فائدة إقامة المباراة في لندن ومصلحة الكرة السعودية من ذلك شبيهة بقطع ذيل السمكة ورأسها في الطبخة أعلاه .. ويكرر كل اتحاد قادم ذات الخطوة دون أن يعرف دوافعها.

فإقامتها في مصايفنا أو إحدى مناطقنا السياحية أفضل وأجدى، فربما من يحتاج أن يقيمها في الخارج من لا يملك أساسا مناطق سياحية أو قوة جماهيرية أو ملاعب مجهزة وكل ذلك متوافر في بلدنا ويتواكب مع رؤيتنا الوطنية بتعزيز السياحة الداخلية.

لذلك من (المصلحة) عدم التعذر دوماً (بالمصلحة). فالمصلحة الحقيقة للرياضة ألا تبعد أحد أهم منافساتها عن الشريحة الأكبر من عشاقها.