|


د. حافظ المدلج
الملكي والملكية
2016-08-10

في إسبانيا ريال مدريد وريال سوسيداد وريال بيتيس وغيرها من الأندية التي تربط اسمها بالملكية دون أن يصادر أي جمهور حق الآخر في هذه التسمية، ولكن الجدل في السعودية لا ينتهي وكأن الملكي يجب أن يكون من حق نادٍ واحد فقط، فالهلاليون يرون أنهم "الملكي" لأن "الملك سعود" رحمه الله هو من أطلق على "الهلال" اسمه بعد أن كان "الأولمبي"، وتلك حقيقة لن تتغير مهما طال الزمن ولذلك سيستمر "الزعيم الملكي" ملكياً إلى الأبد، في المقابل يرى الأهلاويون أنهم "الملكي" لأن فريقهم "قلعة الكؤوس" الأكثر تحقيقاً للكؤوس الملكية.

فاز "القلعة الملكية" بكأس السوبر بركلات الترجيح لأنه تعامل مع المباراة بواقعية أكثر فترك "الزعيم الملكي" يستحوذ على الكرة معظم الفترات ويعتمد على الهجمات المرتدة واثقاً من قدرات المهاجم الأول "السومة"، بينما "الزعيم الملكي" اعتمد على مهاجم جديد تركه المدرب يقتل الهجمات دون تبديل حاسم، فجاء الهدف من ركلة ثابتة كانت كفيلة بتحقيق اللقب لو استمعت الإدارة لصوت المنطق الذي طالب بجلب قلب دفاع سوبرستار يعوض رحيل قلبي الدفاع الأجانب، فالدفاع الحالي يصعب عليه تحقيق لقب محلي ويستحيل عليه اللقب القاري.

ربما نتفق أن "الزعيم الملكي" سيتنافس مع "القلعة الملكية" على الألقاب هذا الموسم لأنهما الأكثر استعداداً والأقوى عناصراً بين الفرق الممتازة في الكرة السعودية، ولكن ذلك لا يقلل من حظوظ غيرهما في المنافسة وربما الظفر بأي لقب متى وجدت العزيمة والإصرار واحترام الخصوم، ولعلي أركز على النقطة الأخير التي كتبت عنها الكثير من المقالات والتغريدات لأنها أبرز علل الكرة السعودية ونجومها حيث الإفراط بالثقة أول أسباب الخسارة.

tweet تغريدة

"ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند الفوز" عبارة لا يطبقها كثير من الجماهير والمسؤولين واللاعبين، حيث يتخلى البعض عن أدبيات الرياضة ويتفنن في العزف على جراح الآخرين بالهمز واللمز المعروف في مجتمعنا ب "الطقطقة"، وكنت وما زلت وسأستمر أحذر أصدقائي من جماهير الأندية السعودية والأوروبية من النتائج الوخيمة لتلك العادة البعيدة عن أخلاق الرياضيين، فحركة لوي الأنف بالأصبع كناية عن انتزاع الفوز بالقوة تنقلب على صاحبها حين يخسر اللقاء القادم، واستفزاز الخاسر نتيجة استفزاز أكبر حين ينتصر فيزداد التعصب والضغينة والكراهية بين الرياضيين، وعلى منصات الوعي نلتقي.