|


وحيد بغدادي
الفرصة الأخيرة .. ومتعة الفشل
2016-08-21

من القصص المشهورة في علم الإدارة ما حدث في إحدى السنوات مع شركة عالمية كبرى، تسبب موظف في خسارة الشركة أكثر من مليون دولار .. فما كان منه وأمام شعوره بالتقصير وتأنيب الضمير إلا أن يتقدم باستقالته قبل أن يصدر قرار بفصله كما كان يظن .. وتفاجأ بمديره وهو يمزق الاستقالة أمام عينيه كما أمره أن يعود لمكتبه وهو يقول له: "لقد تعلمت من خطأك ألا تكرر خسارة أخرى للشركة .. وبذلك سأضمن ألا يأتي موظف جديد ويتسبب بخسارة مليون جديد".. بالفعل أكمل الموظف عمله وكان سبباً في تحقيق أرباح تجاوزت الأربعين مليون دولار في العام الذي يليه .. دائماً ما نحكم على علاقاتنا .. قرارتنا أو حتى الآخرين حكماً نهائياً بالفشل ونتجاهل حق منحهم فرصة أخيرة لتجاوز عثراتهم لعلها تكون البداية الحقيقة للنجاح أو السعادة .. رغبة الطرف الآخر بالمحاولة مع وجود المثابرة والصدق والإصرار تجعلنا لا نمانع في منحهم تلك الفرصة .. (توماس أديسون) صاحب الألف اختراع احتاج تكرار المحاولات 999 مرة قبل أن يضيء العالم ويكتشف المصباح الكهربائي في المحاولة الألف .. لم يستسلم لفشله بل كان يستمتع بالتكرار حتى نجحت المحاولة وفي كل مرة كانت هناك (فرصة أخيرة).