|


حمد الراشد
عبرنا تايلاند .. وأضعنا الطريق
2016-09-03
عبرنا تايلاند وحصدنا نقاطها وماذا بعد؟ لم نقدم ما يزرع الأمل ويعزز الثقة وينشر التفاؤل في أعماقنا.. قدم الأخضر أداءً باهتاً في معظم فترات المباراة لم يكشر عن أنيابه ولم ينشر الرعب في قلوب التايلانديين.. كان الأداء مرتعشاً والمستوى مهزوزاً والروح غائبة.. بطء في كل شيء في التفكير والتمرير والحركة وصناعة اللعب يتحمل مارفيك جزءاً من المسؤولية بإشراكه المؤشر في غير مركزه فأصاب الجهة اليمنى بالشلل وأثر سلباً على حسن معاذ دفاعياً وهجومياً رغم عودة المؤشر إلى مركزه الأصلي في الجهة اليسرى.. فضلاً عن التكتيك السلبي في غزارة التمرير العرضي والخلفي دون أي فعالية على مرمى تايلاند وتغييراته المتأخرة جداً في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة.. ضاعف من قتامة الصورة برودة أداء معظم اللاعبين وغياب الروح القتالية العالية والإصرار والعزيمة ليتهم يشاهدون كيف يلعب منتخبنا للشباب في بطولة الخليج.. روح تطال السحاب.. الفوز المهم يجب ألا يخدعنا ونسقط في وهم أن منتخبنا ظهر بالمستوى المطلوب.. وأن المهم الفوز فقط.. دون المستوى.. هذا خطأ كبير قد ندفع ثمنه لاحقاً في المواجهات الصعبة المنتظرة.. والكتابة الآن بصدق عن أخطاء الجولة الأولى أمام تايلاند والمطالبة بمعالجتها أفضل بكثير من الحديث بعد ضياع الأمل.. ولا سيما أن منتخبنا تنتظره مواجهة ساخنة أمام العراق في كوالالمبور.. والعراق الجريح سيلقي بكل ثقله لتعويض خسارته أمام أستراليا والإبقاء على شعلة الأمل في الذهاب إلى موسكو مضيئة.. من هنا نقرع جرس التنبيه لمارفيك أولاً ولنجومنا ثانياً.. نأمل من الأول عدم تكرار أخطاء التشكيل ورسم تكتيك أكثر فعالية بدلاً من الأسلوب العقيم الذي لا يؤكل عيشاً بكثرة الاستحواذ والتمرير.. ونأمل من اللاعبين تقديم مستوياتهم الحقيقية والأداء القتالي الرجولي المسكون بالروح والعزيمة والإرادة.
ـ كل التوفيق لأخضرنا في مواجهة أسود الرافدين.

(ورحل الرئيس التقي النقي)
لم يكن الجمهور الرياضي يفيق من صدمة تغريدة الفجر وإعلان مساعد الزويهري استقالته من منصبه بصورة مفاجئة.. حتى استيقظ الوطن بكل أطيافه على خبر صاعق.. ومصيبة كبرى.. وفاة أحمد مسعود الرئيس الذهبي.. قبل فجر الخميس.. يا الله.. إنه الإيمان بقضاء الله وقدره والتسليم بأمره.. رحل الرجل الطيب النقي التقي.. عاشق الاتحاد الكيان.. وكأن الله برحمته الواسعة أراد أن يكتب أجمل النهايات لمشوار حياته.. ظهر في سماء الاتحاديين بشجاعة وإيمان.. وقف في وجه الإعصار.. قدم وضحى بكل شيء صحته وماله وتاريخه.. ليعيد النبض لقلب الاتحاد المريض ويضخ الدم في شرايينه ويعيد الأمل لقلوب جماهيره بعد أن كاد اليأس يفتك بها.. نجح المسعود في مهمته المستحيلة.. وداوى الجراح.. اطفأ الحرائق.. وأشعل قناديل الأمل والفرح.. وبدأ الجميع بانتظار حصاد غرسه.. فجأة يصحو الوطن على خبر رحيله عن دنيانا الفانية إلى دار البقاء.. يرحمه الله.. والآن ما هو المطلوب في عتمة الأحزان.. لكيلا ينهار كل ما بناه.. أولاً اجتماع عاجل لأعضاء الشرف تحت مظلة الرمز الأمير طلال بن منصور لاختيار من يكمل المشوار وثانياً الالتفاف حول الرئيس الجديد ودعمه بكل الوسائل خاصة من كان يدعم إدارة أحمد مسعود.. وفاءً له وتثميناً لتضحياته.. دون ذكر الأسماء.. ثالثاً تقديم رسالة للاعبي الاتحاد المحترفين تبدد القلق عن نفوسهم.. وأن النادي ملتزم بكل عقودهم.. الاتحاد الكيان مدرسة في الوفاء.. رحم الله أحمد مسعود جاء سحابة خير أمطرت على الاتحاديين ورحل وقد سكن قلوب الملايين واستوطن مشاعرهم رمزاً وعلماً وقيمة وقامة وإنساناً.
عظم الله أجرك يا وطن.