|


محمد الناصر
مسعود ومساعد كلاهما فاز
2016-09-06
ولأن وسطنا الرياضي يتنفس الإثارة ويبحث عن الأكشن، فقد تسربت بعض القناعات لدى العاملين به وحتى لدى الجمهور أن من شروط النجاح فيه أن تكون مثيراً تختلق الأحداث وتناكف هذا وتشاكس ذاك وتجلب الشو وتستأثر بالضوء، إلا أنه خلال ٢٤ ساعة فقط من الأسبوع الماضي كانت هناك رسالة بليغة لكل المنتمين لرياضتنا بأن أخلاقك وذكرك الطيب هي من سترتبط باسمك وستخلد ذكراك حتى بعد رحيلك، فالأسبوع الماضي ورغم توقف الدوري المحلي إلا أنه كان مثيراً تسارعت فيه الأحداث وشغر به في يوم واحد كرسيا الرئاسة في قطبي جدة حيث ترّجل رئيس ورحل لرحمة الله ثان.
فالزويهري ترجل بعد أن جمع المجد والذهب، أعاد الدوري لخزينة افتقدته أكثر من ثلاثين عاماً وأتبعه بكأس الملك وأكمل العقد بكأس السوبر، حقق كل ماسبق دون أن يسيء لأحد أو يتهم إعلامياً أو يسقط على لجان أو يتجاوز بحق منافس .. أتى للوسط وعمل ورحل متحلياً بأخلاق الفرسان في كل حالاته فائزاً كان أم خاسراً وأوصل رسالة للجميع إنه بإمكانك أن تكون بطلاً حتى وأنت تتعامل بسجيتك وتحتفظ بنبلك وطهارة نيتك .
وفي قطب جدة الآخر كان الذهبي أحمد مسعود يثبت لنا أن العظماء لا يرحلون بهدوء، إذ لابد أن يكون لرحيلهم صدى، فقد عاد منقذاً للعميد بعد أن تركه بطلاً قبل أن تجتاحه رياح الخلافات وتلقي بظلالها عليه بأزمات ومشاكل، ليسقط منتظراً محباً ينتشله، فيعود مسعود ويبدأ رحلة الإنقاذ ويخاطر بتاريخه وصحته وجهده، أتى بعد خراب مالطا ورحل بعد أن أصلح كل شيء وسدد الديون وحل المشاكل وأزال العقبات، فكان ثمن ذلك كله من صحته ووقته وجهده ليتوقف قلبه الطيب بعد أن أعياه التعب، ليرحل بعد أن عاد للضوء ونجح بانتشال الإتي، ولكي تكون هذه العودة سبباً لأن يدعو له الجميع ويعرفه حتى الجيل الجديد الذي لم يسبق أن عاصره رئيساً... وليرسل للجميع رسالة بأن هذا الوسط وإن قسونا عليه يوماً فإن به عينات لا يمكن أن تتكرر نبلاً وأخلاقاً وفروسية ... ليغادر مع الفريق لمعسكره ويعود محمولاً على الأكتاف بعد أن قال قبل وفاته للجميع (سامحوني) لينام بالبقيع بجوار الحبيب صلى الله عليه وسلم والجميع يدعو له ... وليثبت لنا أن الذكر فعلاً للإنسان عمر ثاني.
• المسعود والزويهري وإن تفاوتت سنوات خدمتهما للرياضة وأنديتهما إلا أنهما وجهان لعملة واحدة ونموذجان يحرقان بهدوء كل الأضواء الكاذبة التي صنعها عشاق الشهرة والباحثون عن الأضواء وإن تنازلوا عن مبادئهم.
حفظ الله مساعد ورحم مسعود ورزق الوسط الرياضي أمثالهما من من يصنعون مجداً ويتخلقون نبلاً ويتركون أثراً.