|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
غياب التعليم عن تطوير الرياضة
2016-09-14
كلما تتالى الإخفاق في مسابقاتنا الأولمبية الدولية يعكس تفريطنا في تمكين الرياضة المدرسية وجعلها من أولوياتنا الرياضية وإهمالنا في تطويرها ودعمها وجعلها ركيزة في قفزات رياضتنا إقليمياً ودولياً وهي كذلك.
لكن للأسف عاما بعد عام وبطولات إثر بطولات وخسارة بعد خسارة ونحن نراوح مكاننا ننظر ولا نعمل على تنفيذ الإستراتيجيات العليا للتنمية المستدامة في المجال الرياضي أصبحنا نمارس إدارة الفزعات وردود الأفعال.
ولم نستطع الفكاك من شرنقة العجز المتغلغل في كل جنبات صناعة التغيير لا ندري لماذا؟
عندما أعلنت وزارة التعليم عن اعتماد إستراتيجية وطنية للرياضة المدرسية السعودية وإسناد الأمر لفريق أسباني سررنا بذلك وفرحنا وعندما تم تشكيل اتحاد الجامعات السعودية استبشرنا خيرا لتطوير رياضتنا الجامعية وارتفع سقف التوقعات بإنجازات ممنهجة ذات ركاز علمي
وأخيرا عندما تم إعلان الوزارة تشكيل الاتحاد السعودي للرياضة المدرسية عانقت طموحاتنا السحاب لكن ..
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا توقف دولاب العمل وفق هذه المبادرات الجميلة؟
هل الوزارة عاجزة عن وضع لوائح وأنظمة وإجراءات لإدارة المنظومة الرياضية المدرسية والجامعية؟
أم لم توفق في استقطاب قيادات مفكرة ومبدعة ومبادرة لانطلاقة العمل بأسلوب نوعي احترافي يخدم أبناءنا لإكسابهم مهارات التفوق الرياضي بكافة متطلباته؟ ومنح الفرصة للطلاب الموهوبين الرياضين ليجدوا لهم مكاناً وعناية خاصة؟
الرياضة المدرسية كما هو معروف أنها قاعدة انطلاق للنجاح الرياضي ولا يمكن أن تنفصل عن الرياضة بمفهومها الواسع الذي نبحث عنه للتنافس القوي مع الدول التي وسعت الفجوة بيننا وبينها والتي انطلقت بطولاتها من العناية بالرياضة المدرسية.
فليس من المعقول أن تعمل اللجنة الأولمبية السعودية لوحدها للنهوض بالرياضة السعودية ما لم يتم التكامل مع القاعدة الرئيسة لها وهي الرياضة المدرسية.
المتابع لما يقوم به وزير التعليم يلحظ حرصه على التميز ووضع كل شيء في نصابه لتحقيق إنجاز معتبر ويدعم ذلك بكل ما يملك من صلاحيات، لاشك أن تعطيل المنطلقات الإستراتيجية الرئيسة في الوزارة وهي الإستراتيجية المدرسية والاتحادين الجامعي والمدرسي لا يليق بوزارة كالتعليم، ولعله حان الوقت لأن يتم تشكيل لجنة لغربلة العمل الرياضي في الوزارة وتفعيل تلك المنطلقات وتمكينها والتنسيق لإبراز تلك المناشط الرياضية والتي سينعكس أثرها على مستوى الطالب مهارياً وصحياً والنهوض برياضتنا الوطنية.
ومطالبون اليوم قبل أي وقت مضى بالتخطيط وفق إمكاناتنا المتاحة والمتوفرة والتي تنقصها الانطلاقة الجريئة المخلصة التي تتطلب العمل الفريد والنوعي لنضع وطننا في مكانة مرموقة رياضياً تتناسب مع حجم الإنفاق الحكومي المتعاظم على الرياضة بوجه خاص والتنمية بوجه عام.. فمتى نبدأ؟