|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
همسة تربوية
2016-09-21
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
هل فكرت أخي المعلم في عظم الموقع الذي تبوأته والأمانة التي تحملتها فذاك الرجل الطاعن في السن وتلك المرأة الضعيفة قد علقا آمالهما بعد الله عليك في استنقاذ ابنهما وحمايته، والمصلحون الغيورون يعدونك من أكبر الآمال في استنقاذ المجتمع وأنت أيها المعلم جزء من محط آمال الأمة
إلى أخي المعلم الحبيب:
ـ اخلص النية لله فأنت تمارس مهنة الأنبياء ومتى احتسبت الأجر في عملك كانت ساعات نهارك كلها في موازين أعمالك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".. الحديث.
ـ كلما أتقنت عملك كنت إلى الإحسان أقرب، طبق إستراتيجيات حديثة، جدد أسلوبك، استخدم الوسائل التعليمية ما استطعت.
ـ عندما يحتسب المعلم كل ما يبذله من جهد ووقت في التعليم حتى ابتسامته لطلابه وتصحيحه لواجباتهم عندها يشعر بلذة العطاء.
ـ اربط مقررك بواقع الحياة، جدد في الواجبات المنزلية، استخدم الوسائل التعليمية، نريد تعليماً جذاباً.
ـ التعليم الحقيقي الذي يغذي الإيمان ويحمي من الانحراف ويهذب السلوك هو استثمار مربح مع الله، والتجارة مع الله مضمونة لن تبور.
ـ لا تأخذ إجازة مرضية وأنت غير مريض فتجمع بين معصيتين الكذب وأكل المال الحرام ولباس التقوى ذلك خير.
ـ تقبل طلابك بأخطائهم فهم ليسوا ملائكة ولا شياطين ولا سبيل للتهرب من توجيه تلك الأخطاء فأنت المربي وهذا المأمول منك.
ـ معلمونا الأجلاء.. إن الشباب تحيط بهم الفتن وتعصف بهم العولمة وقد أهملتهم الأسرة وضعف دور المجتمع في احتوائهم.
ـ يد المربي حازمة حانية بانية، فالمربي الناجح هو من يجذب لا من ينفر هو من يملك القدرة على إقناع المتربي لا على إرغامه. إن القلب القاسي يربي تربية العبيد، لكن القلب الرقيق الحكيم العليم يربي تربية السادة والقادة، يربي إماماً مجدداً، أو عالماً عملاقاً، أو مربياً مبدعاً.. فكن أنت هذا المربي.
ـ تخيل دائماً أن الطالب الذي بين يديك هو ابنك، كيف تتمنى أن يعامله معلمه؟ وكيف تود أن يقابل أخطاءه.
ـ تذكر أن كثيراً من العظماء أصبحوا عظماء بسبب كلمة من معلم حفزتهم وأشعلت هممهم ووصلوا إلى القمة فلتكن أنت صانع العظماء.
ـ أحسن تعاملك مع الطلاب واترك أثراً جميلاً لديهم فكم من معلم نال من الدعاء حتى مع مرور السنين ولو كان تحت الثرى.
ـ كل المواد الدراسية يمكن ربطها بتعاليم ديننا.. فقط عليك البحث عن الوسيلة المناسبة.
ـ أي دقيقة تتأخر فيها عن الحصة أو تخرج فيها قبل نهاية الوقت هي من حق الطالب سيأخذها منك يوم الحساب.
ـ كم من معلم كان سبباً في تصحيح توجه كثير من الشباب فنال بذلك دعوات صادقة وحسنات جارية قال صلى الله عليه وسلم "من دل على خير فله مثل أجر فاعله".. اللهم زد وبارك في كل معلم قوي أمين محسن.
ـ غداً سيعود كل معلم إلى بيته بعد التقاعد وسيقف مع نفسه وقفة محاسبة هي الأعمق والأصدق في حياته، ماذا قدمت لأبناء المسلمين؟
ـ كان الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ يفصل بين قلم الوظيفة وقلمه الشخصي خوفاً من أكل الحرام، فكيف بمن يهدر ما هو أثمن من الحبر؟
ـ طور نفسك بحضور البرامج التدريبية والاطلاع على التعاميم والاستفادة من توجيهات المدير والمشرف وتبادل الخبرات مع زملائك.
ـ القليل الدائم أفضل من الكثير المنقطع، وكان عمل النبي ديمة أي مستمر وكان يقول: "أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل وإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى"، ومسيرة آلاف الأميال تبدأ بخطوة واحدة، وبداية السيل قطرة، ولكل مقدمة نتيجة، ومن زرع حصد، ومن جد وجد، فاستعن بالله ولا تعجز.
ـ قال رسول الله: "الحياء لا يأتي إلا بالخير" وقال: "إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء"، فما أجمل أن يتحلى المربي بهذه الأخلاق، عندها سيخرج جيلاً يستحي من خالقه بدلاً من أن يبارزه بالمعاصي.
ـ الله الله في الصلاة.. واغضض من صوتك، ولا تمش في الأرض مرحاً، ولا تمدن عينيك، ولا تجسسوا، ولا تسرفوا، وقولوا للناس حسناً.. علمها لطلابك أيها المربي الفاضل.
ـ معلم يجلس أمامه عشرات الطلاب يومياً لسنوات ويتخرجون من عنده لم يقل لهم نصيحة خارج مقرره، معلم مفلس محروم.
ـ لا ندري أي أعمالنا تقبل، وأيها يدخلنا الجنة، فلا تحتقر جهداً مع طلابك فربما به تكون نجاتك.
ـ قد تعجز عن إصلاح أبنائك، فاجتهد في إصلاح أبناء المسلمين لعل الله يقيض لأبنائك من يصلحهم.
ـ حولك مثبطون وكسالى قاعدون فلا تنضم إلى من أقعدهم الله عن فعل الخير وإدراك المثوبات.
ـ بين يديك جيل بث في روحه الصحوة حبب إليه العلم وايقظ فيه النخوة لعل كلمة منك تشعل في قلبه الهمة فيكون في ذلك صلاحاً للأمة.
خاتمة.. أخي المعلم اعلم أن العطاء في ظل أعباء التعليم ليس سهلاً، لكن المؤمن يؤجر على صبره على المشقة في نشر الخير وهذا الدرب يستحق التضحيات.
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.