لم يشأ الديربي أن يسكب الأحزان في أعماق جماهير العميد والملكي ويخدش فرحتهم باليوم الوطني المجيد فتقاسمت العروس الفرحة وإن كانت حصة جماهير العميد الأكبر.. فقد أسدلت القمة الستار والعميد متصدراً بعشر نقاط.. توقف قطار دوري "جميل" بعد المحطة الرابعة وقد حدثت متغيرات هامة في ظرف زمني قصير.. أبرز معالمه.. احتفاظ العميد بالصدارة منفرداً مؤكداً أنه يسير في الاتجاه الصحيح بعد أن رسم أحمد مسعود ـ يرحمه الله ـ الطريق وأكمل المسيرة بنجاح حاتم باعشن.. الفريق عاد بعد معسكر تركيا وأحزان فقدان الرئيس الذهبي.. ومخاوف الجماهير الاتحادية أن يحدث (دروب) للفريق.. كل هذا تبدد في الشرائع عندما اجتاح النمور فرسان مكة بخماسية.. وتأكد مساء البارحة بنجاح الفريق بالحفاظ على القمة منفرداً.. بعبوره حاجز الأهلي بسلام بعد أن كاد يتجرع الهزيمة الأولى بعد تقدم الأهلي بالنيران الصديقة.. وفي وقت قاتل وظرف عسير خطف المولد الرصاصة هدف التعادل بقذيفة زاحفة على يسار المسيليم لا تصد ولا ترد.. الاتحاد نجح في كسب ثقة جماهيره ولم يسقط في أول وأصعب امتحان.. وأتوقع أن يرتفع الأداء تصاعدياً للعميد بعد استئناف قطار الدوري.. على الجانب الآخر.. واصل أهلي جوميز مسلسل تقديم عروضه الغريبة.. ومستواه المتذبذب.. عدم الثبات على التشكيل.. تغييرات مستمرة في المراكز والعناصر.. وعدم وضوح الرؤية الفنية والمنهجية.. بات الفريق أكثر اعتماداً على القدرات الفردية لبعض النجوم.. والنتيجة خسارة الأهلي خمس نقاط في أربع جولات.. وهو معدل ضخم لا يليق بحامل اللقب وفريق طامح للمحافظة عليه وأعتقد أن جوميز لن يعمر طويلاً.. ربما يمنح فرصة أخيرة بعد استئناف الدوري.. إما معالجة الخلل أو الرحيل.. ويواجه نفس مصير جوستافو.. والإدارة الهلالية لا تلام.. بعد عودة الفريق من التوقف خسر من الاتفاق على أرضه وأمام جماهيره بهدفين (أندومي).. وعندما فاز على القادسية كان للحظ دوره البارز عندما أهدر القادسية كل فرص التسجيل في الشوط الأول.. جوستافو مثل جوميز.. تجريب وتغيير في المراكز والأسماء.. وكأنه ما زال في معسكر إعدادي وليس منافسات رسمية شرسة على اللقب.. وأعتقد أن الخطأ الفادح الذي عجل بإقالته إشراكه تياجو في مركز الظهير الأيسر طوال الشوط الأول.. جعله ممراً مفروشاً بالورود لمهاجمي القادسية.. تغيير غريب وعجيب يبدو أن هذه العدوى أصابت أيضاً زوران مدرب العالمي.. فقد فاجأ جماهير النصر أمام الخليج بإجراء خمسة تغييرات في التشكيل الأساسي.. وكأنه في حقل تجارب.. والجولة تحمل رقم 4.. متسبباً في خسارة فريقه 6 نقاط من 12.. وهذه البداية لا تمنح جماهير العالمي أملاً بمنافسة فريقه.. حصاد الجولة الرابعة.. قمة (اتحادية مستحقة) وظهور الاتفاق كطرف رئيسي منافس وتراجع في مستويات النصر والهلال.. تحسن واضح للفيصلي والرائد والشباب.. تراجع نتائج الأهلي بعد التوقف والعودة حصد نقطة من جولتين.. الوحدة والقادسية نفس التراجع.. الصورة النهائية.. فرق الوسط كشرت عن أنيابها تغيرت كثيراً.. وظهور منافسين جدد على اللقب وتراجع قوى كبرى. توقعوا المزيد من المفاجآت الدراماتيكية بعد أن تعود عجلة دوري جميل للدوران من جديد.
ـ كل عام ووطننا الحبيب بخير وعز ونصر وتمكين دامت أفراحك يا وطن الشموخ.