|


محمد الناصر
لعبة الحصن في ( جميل )
2016-09-27
يذكر الغالبية العظمى من جيل الطيبين البرنامج التلفزيوني الشهير (الحصن) ومسابقاته المتنوعة وتنافسه المثير.
ولمن لم يدرك ذلك الزمن الجميل فإن فكرة البرنامج أن يبدأ بالعديد من المتسابقين ويبدأون بالتزامن التنافس على بعض التحديات تباعاً ومن يجتاز مرحلة ينتقل للأخرى بينما المخفقون يتساقطون تباعاً حتى يصل المراحل الأخيرة فائز أو اثنان فقط بينما يكون البقية قد سقطوا في جولات متفرقة قبل الختام.
أستحضر دائماً هذا البرنامج مع بداية كل موسم رياضي وأنا أرقب تساقط المدربين مع تقادم الجولات.
فبعد أن استبشرنا هذا الموسم بوجود مدربين وطنيين على هرم الجهاز الفني في فريقي الشباب والقادسية منذ بداية الموسم ومعسكرهما الإعدادي.
إلا أن حكاية المدربين الأجانب وسيناريو حضورهم جواً بالدرجة الأولى واستقبالهم بالورود ومن ثم توديعهم بخطاب غير مظرف مرفق معه أرقام مقاعدهم بالدرجة السياحية لم تنته بعد.
فهناك في دوري جميل منافسة مستقلة توازي منافسات الدوري يتنافس فيها المدربون على البقاء أطول فترة ممكنة وسط عواصف غضب شرفية أو إدارية أو حتى جماهيرية تطيح بهم تباعاً حتى ينتهي الموسم بمدرب واحد أو اثنين يستطيعون مواجهة هذه العواصف والبقاء حتى نهاية الدوري.
فلتو أنهت الفرق الجولة الرابعة من الدوري وبعدها طار مدرب الهلال وتبعه بيوم مدرب الفتح وسط أنباء عن قرب مغادرة اثنين آخرين.
فرغم كل الأزمات المالية التي خنقت أغلب أندية جميل إلا أنه لايزال هناك تخبطات في اتخاذ القرارات ثمنها المادي والفني باهظاً جداً.
وبغض النظر عن مكمن الخلل وكونه في إلغاء العقد أم في التعاقد مع المدرب ابتداء إلا أن هناك ثمة مشكلة وهدر مالي يتوجب معه تدخل الاتحاد السعودي ووضع أنظمة تقنن هذه المشكلة المتكررة في كل موسم.
على أن تضمن هذه الأنظمة أن تتأكد الأندية ومسيروها من اختياراتهم ابتداء ثم عدم التعجل بأي قرارات إقالة أو غيره إلا بوجود مبررات مقنعة وبالإمكان تطويع هذه الأنظمة كذلك ليكون فيها دعم للمدرب الوطني بشكل غير مباشر.
كأن يسمح لكل ناد بمدرب واحد أجنبي طوال الموسم وإن رغبت إدارة الفريق تغييره تجبر بالتعاقد مع مدرب وطني ليكمل الموسم كاملاً.
مثل هذا النظام أو غيره من الأنظمة الصارمة بهذا الخصوص سيجعل الأندية تولي عملية اختيار المدرب أولوية وأهمية قصوى لعلمها بعدم مقدرتها على استبداله، وفي ذات الوقت سيجد المدرب الوطني فرصته كاملة دون أن يتم استخدامه كمدرب طوارئ أو مدرب يسد خانة ما بين أجنبي مقال وآخر مستقطب.