|


وحيد بغدادي
الإعــلام الجــديد Vs الاستثمار الرياضي
2016-10-08
تحدثت كثيراً في مقالات سابقة عن الخصخصة والاستثمار الرياضي وأنها مفاتيح الإنقاذ لأنديتنا من الغرق والمعاناة المستمرة للديون والأزمات المالية.. ويبقى السؤال هل ستكون فعلاً وحدها هي العلاج لجميع مشاكلنا رياضياً؟ أم أن هناك أدوات يجب ان تتوافر لتحقيق هذا النجاح. عند الحديث عن نظرية (المخ والعضلات) في التسويق فإن الاستثمار الرياضي الناجح هو "المخ" والإعلام الجديد هو "العضلات".. فكثيراً ما يتردد إلى مسامعنا مسمى الإعلام الجديد ولكن البعض قد يجهل المفهوم الحقيقي لذلك.. وبطبيعة الحال (الجديد) ضد (القديم) وهو الإعلام التقليدي ويشمل الصحف الورقية (المقروءة) والقنوات التلفزيونية (المرئية) والإذاعات (المسموعة) وهذه الأدوات جميعها كانت مخصصة للمتخصصين والمحترفين لمهنة الإعلام فقط.. فيما لم يعد الإعلام الجديد حكراً لنخبة من الإعلاميين أو المتخصصين بل أصبح متاحاً لجميع أفراد وشرائح المجتمع للدخول فيه واستخدامه والاستفادة منه طالما أنهم تمكنوا وأتقنوا أدواته.. وقد لا أبالغ إذا ما وصفت جميع أفراد مجتمعنا اليوم بالإعلاميين الجدد.
يمثل الإعلام الجديد مظهراً جديداً ومختلفاً كلياً بجميع أدواته ليس في إطار ومفهوم الاتصال فقط بل في مجمل ما يحيط به هذا الإعلام من مفاهيم خاصة كونه ما زال في معظم جوانبه حالة جديدة غير كاملة الفهم لدى المجتمع وقد يساء فهمها واستخدامها نتيجة عدم اكتمال جوانب الوعي والفهم لخصائصه الكاملة. ورغم تطور تكنولوجيا الإعلام الجديد إلا أنه لم يستطع إلغاء الإعلام التقليدي بسبب اندماج هذه الوسائل التقليدية المختلفة التي تخلصت سريعاً من كونها وسائل لا علاقة لها بالتقنية وأصبحت من وسائل الاتصال الشعبية وصوتاً من أصوات المواطن في جميع المجالات ولذلك توجد عدة مسميات ومرادفات للإعلام الجديد الذي لا يمكن أن يكون له تعريف علمي محدد حتى الآن ومنها: الإعلام البديل، الإعلام الاجتماعي، صحافة المواطن وكذلك جميع مواقع التواصل الاجتماعي كـ الفيسبوك، وتويتر، واليوتيوب، سناب شات، المدونات وغيرها من المواقع الاجتماعية الإلكترونية في العالم الافتراضي النشط، وحتى الواتساب كذلك.
وقد نجح الإعلام الجديد في تبني العديد من القضايا الهامة وتحويلها إلى رأي عام بعد أن تتم إثارة المجتمع ولفت أنظار المسؤولين إليها من خلال سرعة نقل نبض الشارع إلى قلب الحدث كما أنها الطريقة الأسرع للشعور بهموم عامة الناس.. ولذلك فإن تجاهل استخدام قنوات الإعلام الجديد لأي جهة خدمية للمواطنين أو أي جهة استثمارية سيكلف هذه الجهات خسائر كبيرة ما لم تتوافر خطة واضحة للاستفادة من خصائص الإعلام الجديد التي تضمن (التكامل، التفاعلية، التنوع، والجماهيرية، المشاركة والانتشار، تجاوز الحدود الثقافية وتخطي وحدتي المكان والزمان، معالجة مركزية الإعداد والبحث عن المصادر والتوزيع وتنوع المحتوى وسرعة التلقي وضمان الاستجابة عبر تعددية وسائل لفت الانتباه والتركيز).. وذلك من خلال اندماج وسائل الوسائط كالنصوص، والصوت، والصور الثابتة، والمتحركة، والرسوم البيانية ثنائية وثلاثية الأبعاد وغيرها.. الأمر الذي سمح بظهور نوع جديد من الإعلاميين غير المتخصصين في الإعلام إلا أنهم قد يتفوقون على أهل الاختصاص.. كما ظهرت منابر جديدة للحوار وأصبح بإمكان جميع أفراد المجتمع أن يتفاعلوا ويعلقوا بكل حرية وبسرعة فائقة على قضاياهم (إلا أن هذه الحرية قد تشكل خطورة كبيرة إذا ما غابت الرقابة لأنها تتيح نشر أخبار غير صحيحة وشائعات مغرضة وبعض الأفكار الخاطئة. وهو الأمر الذي خلق (إعلام الجمهور إلى الجمهور) ومعه لمسنا مضامين ثقافية وإعلامية جديدة كسرت احتكار المؤسسات الإعلامية الكبرى.. ولذلك فإن جميع خطط الاستثمار الرياضي لن تنجح ما لم يتم توظيف واستخدام هذه الأدوات بشكل تسويقي سليم لتحقيق العوائد المطلوبة لتطوير بيئة الرياضة ومفاهيم الوعي لدى الجماهير مستقبلاً.