وسط هالة المتابعة الواسعة لتصفيات كأس العالم .. تجسد أمامنا الكثير من المشاهد والدروس التي تنضح بها منعطفات الصراع الطويل المتجدد باتجاه المنصة الكروية روسيا 2018 .. وبين منعطف وآخر ستجد نفسك أمام بعض المحطات التي تسترعي الوقوف والتأمل والنقد والوصف .. ومنها ما حصل من رجال الصحراء أمام الكنغر الأسترالي .. حين غنت الجماهير بصوت واحد "جدة كذا وطن وبحر" ..
في مساء الخميس السادس من أكتوبر لم يكن هناك صورة أجمل ولا لوحة أكثر تعبيراً وبهاء من اصطفاف قلوبنا قبل أجسادنا خلف الأخضر .. كان للجوهرة المشعة في ذلك المساء النصيب الأكبر من جمال الوطن واتحاد عشاقه خلفه ..
في ذلك المساء الجميل .. لم أفرح بالنقطة الثمينة من قبضة الكنغر الأسترالي بقدر فرحتي بالشكل النهائي لجمهور تشربته روح الوطنية ..
فلنكن أكثر صراحة ومكاشفة مع أنفسنا ونعترف أننا افتقدنا هذا الدعم والمساندة الشعبية لمنتخبنا الوطني طيلة السنوات الخمس الأخيرة .. ولن أبحث في أسباب ابتعاد العشاق عن عشقهم .. فقائمة الأسباب لا تتسع مساحة المقال لذكرها بعد أن وجد الجمهور في تلك السنوات مختلف أنواع الخذلان واليأس وهم يلهثون خلف القميص الأخضر المفرغ من محتواه بفعل فاعل !!
لم تكن تلك الالتفافة الجماهيرية لتحدث لولا توفيق الله أولاً ثم صدق المطالبات الفردية والجماعية بضرورة الوقوف خلف منتخب الوطن .. وتوجهات عقلاء الإعلام نحو دفن المنغصات وتأجيل الجدال والسعي نحو توحيد الصفوف .. وبقدر ما كانت تلك المطالبات صادقة وعفوية ونابعة من الوفاء للأرض فقد قابلها بالمثل مساندة شعبية واسعة بدأت من مدرجات الجوهرة المشعة .. وامتدت إلى المقاهي والأماكن العامة .. مروراً بمواقع التواصل الاجتماعي .. وانتهاء بالبيوت التي تزينت يومها بشعار الوطن وارتفعت أصواتها دعماً لأفراده ..
قبل السادس من أكتوبر .. كانت هناك العديد من المبادرات والأعمال التي جسدت دور القطاع الرياضي ورجال الأعمال في أداء أدوار لا تقل أهمية عن أدوار اللاعبين والأجهزة المرافقة لهم .. إذ كان لبعض الأندية دور فاعل في تسيير خدمات نقل الجماهير إلى جدة .. ثم جاء دور رجال الأعمال أمثال سلمان المالك وعادل عزت وغيرهم ليقدموا دروساً في العطاء والبذل لشباب الوطن .. وامتد الأمر إلى الإعلاميين الأوفياء الذين قدموا المصلحة العامة على كل القشور .. أياً كان لونها !!
ولم يقف انصهار ألواننا عند هذا الحد، بل امتد إلى الأدوات الأهم وهم رجال الأخضر في الميدان والذين تناسوا كل ما يدور في محيطهم الخاص والعام ليقدموا لنا وجبة كروية اشتقنا كثيراً لمذاقها الذي طالما أشبعنا لسنين .. حين احتفل هزازي بهدف الزلزال ناصر لم يكن واقفاً عند زاوية "من هو الأساسي ومن هو البديل" .. وحين كان العابد يبدع في تمرير كراته الساحرة لم يكن قد أبقى في ذاكرته الذين اتهموه بلا دليل .. وحين استأسد تيسير في الميدان لم يكن قد أبقى في عقله أي عوالق من بيانات إصابته وتبعاتها الجدلية ..
في ذلك المساء .. رددت الجماهير أحلى الطرب .. وكل الطرب .. كانت تطلق الشطر الأول من البيت .. فيكمل معها المعلق عيسى حربين الشطر الثاني .. لتردد الجماهير خلف الشاشات أغنية عودة الروح التي طال غيابها ..
ما أجملنا ونحن نذيب كل ذلك الغطاء الموحش .. ليظهر معدنناً الأخضر الأصيل حين نحتاجه وننتظره .. ونناديه ..
كل الأمنيات بأن تستمر تلك الصورة في شكلها الحالي .. ثم تتطور تدريجياً .. لنحقق الفرحة الأكبر بعد توفيق الله عند التأهل إلى كأس العالم .. حينها ستجتمع معاني الكم والكيف معاً .. ولن تستطيع مفردات المدح أن تملأ احتياج عواطفنا ..
دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.
في مساء الخميس السادس من أكتوبر لم يكن هناك صورة أجمل ولا لوحة أكثر تعبيراً وبهاء من اصطفاف قلوبنا قبل أجسادنا خلف الأخضر .. كان للجوهرة المشعة في ذلك المساء النصيب الأكبر من جمال الوطن واتحاد عشاقه خلفه ..
في ذلك المساء الجميل .. لم أفرح بالنقطة الثمينة من قبضة الكنغر الأسترالي بقدر فرحتي بالشكل النهائي لجمهور تشربته روح الوطنية ..
فلنكن أكثر صراحة ومكاشفة مع أنفسنا ونعترف أننا افتقدنا هذا الدعم والمساندة الشعبية لمنتخبنا الوطني طيلة السنوات الخمس الأخيرة .. ولن أبحث في أسباب ابتعاد العشاق عن عشقهم .. فقائمة الأسباب لا تتسع مساحة المقال لذكرها بعد أن وجد الجمهور في تلك السنوات مختلف أنواع الخذلان واليأس وهم يلهثون خلف القميص الأخضر المفرغ من محتواه بفعل فاعل !!
لم تكن تلك الالتفافة الجماهيرية لتحدث لولا توفيق الله أولاً ثم صدق المطالبات الفردية والجماعية بضرورة الوقوف خلف منتخب الوطن .. وتوجهات عقلاء الإعلام نحو دفن المنغصات وتأجيل الجدال والسعي نحو توحيد الصفوف .. وبقدر ما كانت تلك المطالبات صادقة وعفوية ونابعة من الوفاء للأرض فقد قابلها بالمثل مساندة شعبية واسعة بدأت من مدرجات الجوهرة المشعة .. وامتدت إلى المقاهي والأماكن العامة .. مروراً بمواقع التواصل الاجتماعي .. وانتهاء بالبيوت التي تزينت يومها بشعار الوطن وارتفعت أصواتها دعماً لأفراده ..
قبل السادس من أكتوبر .. كانت هناك العديد من المبادرات والأعمال التي جسدت دور القطاع الرياضي ورجال الأعمال في أداء أدوار لا تقل أهمية عن أدوار اللاعبين والأجهزة المرافقة لهم .. إذ كان لبعض الأندية دور فاعل في تسيير خدمات نقل الجماهير إلى جدة .. ثم جاء دور رجال الأعمال أمثال سلمان المالك وعادل عزت وغيرهم ليقدموا دروساً في العطاء والبذل لشباب الوطن .. وامتد الأمر إلى الإعلاميين الأوفياء الذين قدموا المصلحة العامة على كل القشور .. أياً كان لونها !!
ولم يقف انصهار ألواننا عند هذا الحد، بل امتد إلى الأدوات الأهم وهم رجال الأخضر في الميدان والذين تناسوا كل ما يدور في محيطهم الخاص والعام ليقدموا لنا وجبة كروية اشتقنا كثيراً لمذاقها الذي طالما أشبعنا لسنين .. حين احتفل هزازي بهدف الزلزال ناصر لم يكن واقفاً عند زاوية "من هو الأساسي ومن هو البديل" .. وحين كان العابد يبدع في تمرير كراته الساحرة لم يكن قد أبقى في ذاكرته الذين اتهموه بلا دليل .. وحين استأسد تيسير في الميدان لم يكن قد أبقى في عقله أي عوالق من بيانات إصابته وتبعاتها الجدلية ..
في ذلك المساء .. رددت الجماهير أحلى الطرب .. وكل الطرب .. كانت تطلق الشطر الأول من البيت .. فيكمل معها المعلق عيسى حربين الشطر الثاني .. لتردد الجماهير خلف الشاشات أغنية عودة الروح التي طال غيابها ..
ما أجملنا ونحن نذيب كل ذلك الغطاء الموحش .. ليظهر معدنناً الأخضر الأصيل حين نحتاجه وننتظره .. ونناديه ..
كل الأمنيات بأن تستمر تلك الصورة في شكلها الحالي .. ثم تتطور تدريجياً .. لنحقق الفرحة الأكبر بعد توفيق الله عند التأهل إلى كأس العالم .. حينها ستجتمع معاني الكم والكيف معاً .. ولن تستطيع مفردات المدح أن تملأ احتياج عواطفنا ..
دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.