|


وحيد بغدادي
أهل مكة .. أدرى بشعابها
2016-10-11
(أهل مكة.. أدرى بشعابها).. هكذا هو المثل الشعبي (الحجازي) الذي يعرفه الجميع عن أهل مكة نظير درايتهم بالأحياء والشوارع القديمة منها والحديثة. وتقع مكة المكرمة بين الجبال التي تحيطها من جميع الجهات، وكان العرب قديماً يستوطنون حول الكعبة وتتفرع الطرقات بين شعاب هذه الجبال وتتوزع المساكن حولها.. وأصبح الغريب الذي يزور مكة لا يعرف المساكن بين هذه الشعاب بل إنهم إذا سلكوها وحدهم قد يضلوا طريقهم بين هذه الجبال، وربما ينقطع بهم الطريق ويصيبهم الهلاك من الجوع والعطش. أما أهل مكة فهم على إلمام تام بشعابها ومسالكها، بل إن بهائمهم من الغنم والجمال إذا ذهبت إلى المرعى في هذه الجبال تعرف كيف تعود وحدها بدون راع. وكانت قوافل الحجيج تستعين بمقتفي الأثر والأدلة لكي يصلوا إلى (أم القرى) عبر الشعاب والهضاب دون الحاجة لسلوك أصعب الطرق وعورة باتجاه مداخل مكة ومخارجها، ومن هنا أصبح هذا المثل مضرباً لكل زائر يزور بلداً لا يعرف تفاصيله، وإن أهل هذا البلد أدرى فيه بكل شيء.
يلتقي الليلة منتخبنا الوطني ضمن تصفيات آسيا المؤهله لكأس العالم في روسيا 2018 على أرض الجوهرة أمام المنتخب الإماراتي الشقيق، حيث يحل إخوتنا أبناء زايد في دارهم الثاني .. بل نقول لهم حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً (الدار داركم .. نحن الضيوف وأنتم رب المنزل). ولكن.. يجب أن يدخل لاعبونا للقاء الحاسم وشعارهم (الأرض .. أرضي .. والسماء .. سمائي .. والجمهور .. خلفي .. واللقاء .. لقائي .. والنقاط .. نقاطي)، لن نقبل في آخر لقاء على أرضنا في عام 2016 أن نخرج بالتعادل أو الخسارة التي إن حدثت (لاقدر الله) وهي أمر وارد في عالم كرة القدم لكنها ستبعدنا عن المركزين الأول والثاني، وستقذف بنا إلى دوامة الحسابات على المقعد الثالث في المجموعة التي ستطيل من طريق التأهل عبر مباريات الملحق. نعم الأبيض الإماراتي متطور جداً، ولكننا سبق أن تغلبنا عليه في التصفيات التمهيدية على ذات الملعب، كما خطفنا نقطة ثمينة بالتعادل من أرض الإمارات، وكلنا ثقة بأن المستوى الذي قدمه أبطالنا أمام أستراليا سيتطور كثيراً في ملحمة اليوم، التي نأمل أن تعيدنا لذكريات مضت. كل (العشم) في نجوم الأخضر بتقديم مايليق بمنتخبنا وعلى رأسهم أبناء مكة أسامة هوساوي وعمر ومعتز أن يكونوا على الموعد مع باقي زملائهم، كما أدعو الله أن يوفق العائد ناصر الشمراني ألا يضل طريق المرمى (فهو أدرى بشعاب الجوهرة).
سيعاني منتخب الإمارات كثيراً باللعب على أرضية الجوهرة نظراً لأنها ليست بالجاهزة بشكل جيد، ولذلك فإنه من المتوقع أن يتم الاعتماد على الكرات الطولية بين عموري وهداف الإمارات علي مبخوت لكسر السواتر الدفاعية واختراق الحواجز الخلفية للتسجيل ويجب التنبه لذلك .. واستغلال عامل حرارة الملعب ونقص الأوكسجين بسبب سوء التهوية، فقد اعتاد لاعبونا على ذلك وستلعب هذه العوامل بشكل مباشر مع لاعبينا إضافة للمطالبة بتواجد 60 ألف متفرج يهزون أرجاء الملعب، ليزفوا لاعبينا للنقطة العاشرة (إن شاء الله) والانفراد بالصدارة فيما لو تعادلت اليابان وأستراليا.