|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
ماذا يقلق اللاعبين قبل الاعتزال؟
2016-10-12
تمثل النجومية حالة نادرة في كل مجال ومن ذلك مجال كرة القدم وعمر اللاعب في الملاعب يعتبر قصيراً مهما طال وعلى ذلك فإن هذه النجومية لكثير من اللاعبين غالباً ما تزول تدريجياً بعد التوقف عن اللعب والاعتزال نهائياً ولا يظل غير قلة من هؤلاء الذين يستطيعون الاحتفاظ بنجوميتهم وذلك إما باستمرارهم في العمل الرياضي كإداريين أو مدربين أو حكام أو إعلاميين أو بحكم تاريخهم الرياضي وحجم إنجازاتهم وتوهجهم عندما كانوا لاعبين. وكما نرى ماجد عبدالله وسامي الجابر ومحمد الدعيع وعبدالجواد
والاعتزال يمكن النظر إليه باعتباره إحدى مراحل الحياة للرياضي، بل المرحلة الختامية للإنجاز الفني للرياضي
وهو أمر حتمي يمس كل رياضي مهما طالت فترة ممارسته للعبة وعلى ذلك فإن اللاعب يواجه بعض الصعوبات ويفقد الكثير من الجوانب التي كانت ثروة له يأنس بها مثل فقد الجانب الاجتماعي المتميز والشهرة والدخل المادي الكبير والتسهيلات المعيشية والإحساس بالنشاط والحيوية لكن مع الاعتزال وبعده تتبدل حياة المشاهير ويدخلون في عوالم أخرى فيبدأ الإحساس بعدم النجاح والإحباط في مجالات أخرى غير الرياضية فيصاب بمشاكل صحية ونفسية ومشاكل مع الأسرة والأصدقاء ومن ثم يصاب بالنكوص والعزلة
وفقد الشعور بالأمن ثم يصل إلى الاكتئاب والمرض النفسي. وذكر بيتر دانتون عن أوجيلفي أن هناك ثلاثة عوامل قد تؤدي إلى الاعتزال الرياضي هي الاختيار الحر أو الإصابة أو انتهاء الأهلية وعدم القدرة على اللعب ويحدث الاختيار الحر في أي وقت عندما يبتعد الرياضي فجأة من الفريق دون سابق إنذار وقد تأتي نتيجة صدمة قاسية للرياضي ربما تعزى إلى الإصابة أو فقد مكانة اللاعب ونقصان أسهمه الأدائية مع ظهور لاعبين ناشئين.
إن الاعتزال الرياضي يحدث إما إجبارياً بسبب الإصابة الجسيمة التي تجعله غير قادر على الاستمرار في اللعب أو لأسباب أخرى كشغف اللياقة البدنية والمهارية أو بسبب الدراسة أو السفر للعمل أو بسبب المشاكل والمشاحنات والعلاقات غير الطيبة مع الأجهزة الفنية والإدارية أو الزملاء في الفريق أو لتقدم السن ووجود لاعب بديل أصغر سناً وأفضل في المستوى البدني والفني.
كما يحدث الاعتزال اختيارياً وذلك بأن يختار اللاعب بإرادته وقتاً معيناً للبعد عن الملاعب حتى وهو في قمة مستواه البدني والمهاري وفي كلتا الحالتين سواء كان الاعتزال إجبارياً أو اختيارياً تحدث للاعب حالة من القلق تجعله يفكر فيما سيحدث في حياته المستقبلية بعد الاعتزال من الناحية الاجتماعية والمادية وغير ذلك في نواحي الحياة المختلفة.
لهذا يعاني بعض اللاعبين في ملاعبنا من عدم التفكير الجدي في وقت الاعتزال ولهذا يخسر الكثير لأن الجمهور الرياضي ومحبي اللاعب تعودوا أن يشاهدوه في قمة عطائه ولا يودون أن يرونه في عطاء ومنظر لا يليقان ومن أجل ذلك يحرص اللاعب الذكي على تحديد واختيار الوقت المناسب للاعتزال حتى يحظى بالشعبية والاهتمام والتقدير ولا يمر بأزمات نفسية. وأرى أن الكابتن حسين عبدالغني وهو اللاعب والقائد المحبوب من عشاق النصر بحاجة إلى أن يفكر في اتخاذ قرار حاسم يضمن مستقبله في كسب ود عشاقه ونفسه وعلاقته بمحبوبته قبل أن يطالب الجميع باستبعاده خاصة وقد ظهرت أصوات تنادي بذلك. أتوقع أنه من اللاعبين الأذكياء وسيعلن قراره قريباً لأنه الآن في منحنى نازل من ناحية الأداء المهاري واللياقي وبالتالي لا يلبي طموحات محبيه.

وقفة
الإمارات أصعب مرات من أستراليا.