|


فهد عافت
ليلة من ألف ليلة وليلة!
2016-10-13
ماذا لو تأخرت في الكتابة عن المباراة أسبوعاً؟، الجواب: أكون قد استعجلت أيضا!، هدف فهد المولّد، لوحده، يحتاج أسبوعين، ليلتقي جَفْن بجَفْنٍ، ويَضم المتفرج شفتيه من فرط الدّهشة!، هدف نواف العابد يحتاج مهرجان كلمات، مائة صفحة على الأقل، للحصول على جملة واحدة لائقة، هدف يحيى الشهري يستحق الذهاب إلى محل تصوير: 8 صور برأس مكشوف وخلفية بيضاء من فضلك، لعمل تأشيرة لروسيا!،..
كان عرضاً كرويّاً، يليق بمجاورة جنودنا في الحد الجنوبي!، لا المسافة كانت بعيدة ولا الحزم!، تشعر أن أوامر الانضباط جاءت من بدلة عسكرية مرصّعة بالنجوم!، عمر هوساوي أكثر من يُشعرك بذلك!، أما عن النغمات فبتوصية مباشرة من حنجرة "محمد عبده"!، وتيسير الجاسم أكثر من يُشعر بذلك!، وكلما أردت حبس حسن معاذ في جملة، أفلت منطلقاً إلى الأمام!، كانت ليلة سعوديّة خالصة، بستين ألف متفرّج، لم تُحسن الأرصاد الجويّة قراءة درجة حرارتها، كتبت الشاشة: 32، أخطأت ولم تُنصف، كانت الدرجة من الحماس والعاطفة الوطنية قد تخطت هذا الرقم بكثير!،..
كل من في الملعب كانوا نجوماً، كانت المباراة سهرة فَلَكيّة!، ليلة من ألف ليلة وليلة، من السهل محاكمة اللاعبين عند الخسارة، الصعب مكافأة كل هذا الجمال، بعبارات لائقة، لقد أعادوا لنا منتخبنا، يا الله كم طال اختلاسه!، لكنه عاد، بكامل عنفوانه، وحيويته، وقدرته على بث المسرّات،..
أعتذر من كل العقلاء الذين نادوا بعدم تضخيم الفرح، وبالعودة سريعاً إلى العقلانية والآلة الحاسبة، لعشرة أيام قادمة على الأقل، سأرفض، وأدعو الجماهير لرفض أي محاولة لتعليمنا كيفية الوقاية من الفرح!،..
ألم أقل لكم أنني استعجلت، نسيت مدربنا الداهية "بيرت فان مارفيك": روح يا شيخ، يُعْمِر "بيت فن مارفيك"!.