|


حمد الراشد
على أعتاب حلم
2016-10-15
تسع سنوات عجاف.. أشبه بالقرن مرت على الأخضر وهو يبحث عن نفسه. عن موقع قدم يعيده لما كان عليه في آسياد آسيا 2007.. تعاقب عليه المدربون من أصقاع العالم. دخل بطولات ومنافسات إقليمية وقارية ودولية وخرج منها خالي الوفاض.. لا ألقاب ولا إنجازات ولا حتى حضور مشرف.. كان أشبه بالمريض الذي يعاني مرضا مستعصيا عجز الأطباء عن علاجه. حتى قيض الله له مدربا هولنديا ذا قسمات حادة جاد.. حاسم.. صارم. لا يبتسم.. ولكنه شديد الذكاء.. والدهاء.. عرف أسرار الأخضر.. درس واقعه ومشاكله وأوجاعه.. ورسم خطة النهوض والانطلاق من عالم الضياع إلى عالم التألق والإبداع بأسلوب علمي احترافي ممنهج، عنوانه العريض صناعة منتخب سعودي محترم ذي هيبة وقيمة فنية عالية.. متسلحا بثقة مطلقة منحها له اتحاد أحمد عيد.. وانطلق مارفيك لتنفيذ خطته الاستراتيجية على مراحل. بدأت معالمها في الظهور من التصفيات التمهيدية التي شهدت ولادة الأخضر الجديد.. لكنه رغم تصدره مجموعته بسهولة وتأهله للتصفيات النهائية لم يكن مقنعا للشارع الرياضي، واستمرت هذه القناعة في التصفيات النهائية رغم تصدره المجموعة.. مشاركة مع الكنغر بعد عبوره حاجز تايلاند وتجاوزه أسود الرافدين بشق الأنفس.. واستمرت حالة عدم الرضا في الشارع الرياضي.. ليس هذا المنتخب القادر على بلوغ الحلم.. حتى جاءت موقعة أستراليا وسط أجواء مشحونة بالإثارة والترقب.. فالكنغر بطل آسيا مدجج بجيش من المحترفين في أوروبا.. وهنا كان الامتحان الحقيقي لمارفيك بمواجهة فريق من العيار الثقيل.. ووسط مخاوف الجماهير ظهرت المفاجأة الكبرى.. الأخضر ظهر بثوب مختلف.. صعق الكنغر بهدف مبكر للعملاق تيسير الجاسم.. وأظهر شجاعة فنية وحضورا مبهرا فاجأنا قبل أن يفاجئ الكنغر.. وهنا تنفس الجمهور الصعداء.. تبادلوا التهاني بولادة المنتخب الجديد.. الأخضر العنيد.. المنتخب الذي انتظرناه عقدا كاملا.. فقد قدم الأخضر في هذه الموقعة المفصلية كل ما يؤكد حقيقة التغيير الجذري الذي طرأ على صورته وملامحه وهويته.. حتى جاءت موقعة الإمارات وبحضور 60 ألف متفرج لتقطع الشك باليقين.. فقد قدم نجوم الأخضر ملحمة كروية إبداعية ورسموا في الجوهرة أجمل اللوحات الفنية وعزفوا أجمل الألحان.. بهدف المولد العالمي والمرشح ليكون أجمل أهداف التصفيات وهدف نواف المدهش وهدف يحيى المتألق بثلاثية خضراء في مرمى الإمارات قالت الكثير.. بعد أن تربع الأخضر الجميل المبهر الواثق على قمة مجموعة الموت متقدما على الكنغر والساموراي.. وبعيدا عن أسود الرافدين والأبيض الإماراتي.. أهم ما أفرزته هذه الصدارة المستحقة نجاح مارفيك بامتياز.. وحصوله على ثقة الشارع الرياضي.. فالرجل يعرف خارطة الطريق إلى موسكو وليس بحاجة لمساعدة أحد أيا كان. ونعترف إنه هزم كل من سل سيف النقد ضد انشغاله بالتحليل وعدم تواجده هنا.. بعد أن قدم لنا ما كنا نبحث عنه طوال عقد كامل.. أخضر (يبيض) الوجه.. أخضر كامل الدسم.. أخضر واثق من نفسه وإمكاناته وقدراته.. أخضر لا يخشى أحدا ويمكنك الوثوق به. نحمدالله على ما تحقق.
ـ صحيح.. لازلنا نقف على أعتاب حلم جميل طال انتظاره.. فالنقاط العشر الأغلى من الذهب ليست السفينة التي ستعبر بنا شواطئ موسكو ولكنها عززت الحظوظ ورسخت الأقدام بإمكانية مواصلة المشوار رغم الاعتراف بصعوبة المهمة.. خاصة موقعة نوفمبر القادمة أمام الساموراي الجريح..
ـ مع اتحاد أحمد عيد الأحلام ممكنة.
ـ مع مارفيك ومساعديه وطارق وفيصل وزكي لاخوف على الأخضر.
ـ مع نجوم من طراز نواف، تيسير، المسيليم، معاذ، عمر، أسامة، سلمان، والمولد وداعا للخوف والقلق وأهلا بالانتصارات.
ـ مع إعلام واع برسالته وجمهور محب عاشق حتى النخاع يزدهر الربيع في صدورنا وينبت الفرح في قلوبنا.. لمواصلة مشوار الأخضر بنجاح حتى بلوغ الحلم بإذن الله.