|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
التدريبب العقلي للاعبين
2016-10-19
اثبتت الكثير من الدراسات في مجال علم النفس أن هناك علاقة وثيقة بين مستوى القدرات العقلية والتقدم والتفوق الرياضي, حيث يشير الخبير جرويس Grouios أن الممارسة العقلية كإستراتيجية معرفية أكثر فاعلية من عدم الممارسة
والتدريب العقلي يمثل الجزء الأساسي من إعداد اللاعب للدخول في المنافسات، فهو يتضمن تصور الحركة وتسلسل المهارات والمواقف والأهداف في جميع أبعاد المنافسة من حكام وملعب وأدوات وأجهزة، ويجب أن يمتلك اللاعب القدرة على تطبيق الخطط الموضوعة وتحليل أداء المنافس, وترجع أهمية التدريب العقلي إلى أنه لا يقتصر استخدامه على الاشتراك في المنافسة الرياضية، ولكن يستخدم في مجال الحركة بشكل عام وفي مراحل اكتساب المهارات الحركية، ويؤدي دوراً هاماً في عملية التعلم لا تقل أهمية عن الإعداد للمنافسات.
حيث يشير روبرت Robert أن الأداء المناسب لأي مهارة حركية تحت ظروف المنافسة يتطلب أن يكون اللاعب في حالة مثالية من الاستثارة الانفعالية حتى يستطيع إعطاء النتائج المرجوة، وهذا ما أكدته نظرية المنحنى المقلوب، التي أشارت إلى أن مستوى اللاعب يتحسن مع زيادة التوتر والاستثارة الانفعالية، ولكن إلى حد معين إذا زادت عنه فإنها تؤثر سلبياً على كفاءة الأداء.
والتدريب العقلي يساهم في الشعور بمزيد من الثقة والتركيز على الجوانب الإيجابية التي تعمل على توقع أفضل للأداء الجيد وتمنع حدوث التصور السلبي الذي يضر بالأداء من خلال المشاعر السلبية التي تتسبب في زيادة القلق والتوقعات الفاشلة التي تقلل فرص الأداء الصحيح.
ويتضمن التدريب العقلي بعض المهارات النفسية، كالتدريب الجيد على الاسترخاء, التعرف على البروفايل الانفعالي للاعب, التصور الحركي العقلي, استرجاع النواحي الفنية للأداء, استرجاع الخبرات الناجحة, التدريب على تركيز الانتباه والتدريب على عزل التفكير.
غالبية اللاعبين الناشئين في الألعاب المختلفة وبالذات في كرة القدم أثناء التدريب والمباريات يفتقدون الجرأة والتكتيك في أداء مهارات كرة القدم بصفة عامة ومهاراتي المراوغة والمهاجمة بصفة خاصة، وقد يرجع ذلك إلي قصور في التصور الحركي للاعبين وكذلك لعدم القدرة على الاسترخاء، مما يؤدي في النهاية إلى الكثير من بذل الجهد وزيادة الشعور والانفعال لدى هؤلاء اللاعبين، الأمر الذي يؤدي إلى التوتر والقلق والشد العصبي والتشنج في الأداء، وهذا يجعل من الأهمية القيام بإجراء التدريب على تأثير أسلوب التدريب العقلي على تطوير بعض المهارات النفسية (القدرة على الاسترخاء – خفض التوتر والقلق –التصور الحركي العقلي) وتحسين مستوى الأداء المهاري لكل من المراوغة والركل والجري والسيطرة وضرب الكرة بالرأس والمهاجمة كأداء هجومي ودفاعي للاعب كرة القدم وخاصة في فئة الفئات السنية، حتى يستمتع اللاعبون باللعب واستخدام المهارات العقلية داخل الملعب وإخراج كامل مهاراتهم الحركية والمهارية والفنية ببراعة، وأن يتم البحث داخل التدريب عن تطوير هذا النوع من التدريب، حتى يكون لدينا لاعبون صغاراً في أعمارهم كباراً في أدائهم وممتعين بأدائهم.