|




بدر السعيد
اتحادنا الوطني الذي نريد
2016-10-24
في الوقت الذي يمتلئ فيه الأفق بالحديث عن مستقبل رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم.. فإن المتابعين والمهتمين ينقسمون في مشاربهم ورغباتهم إلى العديد من التصنيفات باختلاف الأهداف والأهواء.. الواقع.. والعمل على صناعة المستقبل..
وطالما أن الكل بدأ فعلياً بالتغني على ليلاه.. وكأحد المتابعين سأسمعكم ما غنيته على ليلاي.. إذ أن جل ما يهمني في هذا السياق كغيري هو شخصية "رئيس الاتحاد".. ونوعيته من حيث القدرة والكفاءة.. وكل ما أرجوه وأمني النفس بوجوده هو أن نجد أنفسنا في وقت قريب أمام اتحاد وطني قادر على تطوير مكوناته الداخلية.. وواثق من عمله.. وجاد في التعامل "العادل" مع الكل..
وحتى يتم ذلك فإنه يجب أن يكون "رب البيت" ذو مواصفات صالحة لتحقيق النجاح..
أعلم أن هذا الملف لم يحسم بعد .. لكني سأخاطب ضمير الغائب إلى شخص رئيس الاتحاد القادم.. لأقول له:
لا نريدك بلا ميول رياضي.. ولا حتى فريق العمل معك.. لكننا نريد ألا يظلم نادٍ على حساب آخر.. أو يتنفع الآخر على حساب الجميع.
لا نريد صوتاً إعلامياً يملأوه الخوف ويشبعه التردد، ولا متحدثا يعجز عن إقناع الحد الأدنى من المستمعين.. ولا بيانات تظل طريقها في زحام الواقع.. فتارة تكون بلا قيمة.. وتارة أخرى تكون سبباً للتأكيد على سوء العمل داخل اتحادنا الموقر.
لا نريدك جسداً قابلا للتهديد.. ولا مستسلماً لأي إنذار سواء كان إنذارا أولياً أو أخيرا.
لا نريدك متفرجاً على تصرفات اتحاد قاري يتفنن في عرقلة منتخباتنا وفرقنا الوطنية ويقف عاجزاً متفرجاً على تجاوزات دول أخرى آسيوية أشبعت المشهد تشويهاً لثقته بعدم معاقبته.
لا نريد اتحاداً يظهر أمام أقرانه في العالم بالشكل الضعيف متناسياً أنه في وطن الحزم والعزم.. وليبحث جبريل رجوب وأمثاله لاتحاد وطني آخر ليمارسوا فيه لعبة القط والفأر بعيداً عنا..
لا نريد اتحاداً يقف متفرجاً أمام عجز "بعض" لجانه عن تطوير نفسها.. أو ضعف "البعض الآخر" في تطبيق النظام على "الكل"..
لا نريد اتحاداً نرجسياً في طرحه التنظيري.. ومترهلاً في تجسيد طرحه إلى أفعال.
لا نريد المزيد من التفرقة.. ولا المزيد من التخاذل.. ولا المزيد من التجاوزات..
لا نريد اتحاداً يساهم في إصدار رخص قارية "وهمية".. ولا اتحاد عاجز عن حل مشكلة سبع دقائق ضائعة من عمر مباراة كرة قدم.
لا نريد اتحاداً.. تتجاذبه الأصوات الإعلامية.. ليترنح معها شراعه.. وتتكسر مجاديفه أمام ثقافة الضجيج .. فيستسلم لرياحها.. لترسو به عند مرفأ الفشل.
هل هذا الأمر يعد صعباً أو مستحيلاً؟
لا أعتقد ذلك.. فتوفيق الله أولاً.. ثم الاستعانة بالقوي الأمين من حولك ستجعلك على هرم منظمة أعمال رياضية صلبة واثقة عادلة.. وحينها لن تبحث عن التطور حيث سيكون هو قد استجاب لك ورحب بسلوكك.. وسيأتيك حينها خاضعاً ينشدك..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.