لا الساذج، هنا، لها المعنى المُخَيِّب، الذي يتبادر إلى الذهن عند سماع الكلمة لأول مرّة، ولا الحسّاس لها تجليّات الحُسن والتفوّق أيضاً،
في كتابه "الروائي الساذج والحسّاس"، يفتح الروائي التّركي أورهان باموك، ستائر الأسلوب، والبُنْيَة، والمَحَكّ، والتخيّل، والنوايا، كاشفاً خبايا العمل الروائي، ببساطة وعمق، وبشيء ثالث أهم: بحميميّة خالصة الود، تشعر أنك تشرب فنجان قهوة مع الرجل، أكثر مما تقرأ كتاباً له، وأن بينكما صحبة طيّبة، تسمح بسرد مشاهد قصيرة من ماضيه الخاص، تتلاقح مع مشاهد قصيرة من ماضيك الخاص، تُثمِر مادّة خصبة عن أسرار القراءة والكتابة الروائية، الأمر يشبه قيادتك لسيارتك، كم مرّة وصلت إلى بيتك، أو مقر عملك "الذي تعمل فيه ساعة واحدة فقط على ذمّة الوزير"!، واستغربت كيف وصلت دون تفكير بالطريق ومسالكه؟!، كنت تفكر في أشياء أخرى، في برنامج الشريان مثلاً، أو في مباراة فريقك المقبلة، أو في ما هو أهم، لكنك في نفس الوقت كنت تقود سيارتك مستخدماً ذات الأزرار والدّوّاسات، بحرفية مناسبة، لقد كنت ساذجاً وحسّاساً معاً طول الطريق، هذه هي نظرية باموك: "أن تكون روائياً هو الإبداع في أن تكون ساذجاً وحسّاساً في الوقت نفسه"!..
الفن كله خلطة سذاجة وحساسيّة معاً، الفرق في النِّسَب هو الذي يجعل من فنان عملاقاً، ومن آخر أقل قيمة، وحين يتحدث باموك عن عمليّة التخيّل بوصفها "سياسة"، يدخلك متعة ألغاز تحل ألغاز، في متاهة تأملات خلابة، ومن وقت لآخر، يرمي لك بتوضيحات بسيطة، بالغة الأثر، هادئة ومتماسِكة، حول طبيعة الفنون عموماً، وحول الفوارق البسيطة المدهشة بين الشعر والرسم والرواية والسينما،
يبتسم باموك ويهمس لك: "ربما كشفت الكثير من أسرار المهنة هنا، من الممكن أن تُلْغَى عضويّتي في النقابة"!،..
ومن طرائف الكتاب، الكيفيّة التي يُعيد بها باموك قراءة متابعته وأخيه لمباريات كرة القدم، عبر صوت الإذاعة، وكيف استفاد من حضور الصوت وغياب الصورة في عمله كروائي: "قبل أن يكون هناك تلفزيون في تركيا،...، مباشرة عبر الراديو، المعلق يقدم وصفاً للمباراة،...، يصف بالضبط مسار اللاعب،..، براعة المناورة،..، زاوية الكرة عندما وصلت الهدف،...، متعة كتابة وقراءة رواية يشبه إلى حد كبير المتعة التي يقدّمها لنا هذا النوع من الاستماع"!،..
ولأن انتقاء مقاطع قصيرة من الكتب، يُسهم في جعل المقالات الصحفية أقل ثقلاً مما هي عليه بدونها، أقتطف:
ـ روايات سيّئة تلك التي تُقدّم أحداثاً وصوراً من وجهة نظر القارئ بدلاً من البطل!
ـ عندما نكون في قلب رواية كبيرة، نشعر بدوَار ممتع لوجودنا في عالم لا نستطيع أن نراه في مُجمله!
ـ الإبداع الروائي يستمد قوّته من عدم وجود اتفاق مثالي بين الكاتب والقارئ حول فهم الرواية!
ـ من الصعب تخيّل رواية من غير قوّة وإقناع اللغة اليوميّة!
ـ الفرق بين الشعر والرسم، صاغه الألماني ليسينج، وهو أن الشعر فن يتّضح في الزمن، بينما الرسم والفنون البصرية الأخرى تتّضح في المكان!
هجمة مرتدة:
يرى أورهان باموك أن " المحور" هو أهم ما في الرواية، ويا حسرة قلبي على عبدالعزيز الجبرين، أهم "محور" في رواية الدوري السعودي!.
في كتابه "الروائي الساذج والحسّاس"، يفتح الروائي التّركي أورهان باموك، ستائر الأسلوب، والبُنْيَة، والمَحَكّ، والتخيّل، والنوايا، كاشفاً خبايا العمل الروائي، ببساطة وعمق، وبشيء ثالث أهم: بحميميّة خالصة الود، تشعر أنك تشرب فنجان قهوة مع الرجل، أكثر مما تقرأ كتاباً له، وأن بينكما صحبة طيّبة، تسمح بسرد مشاهد قصيرة من ماضيه الخاص، تتلاقح مع مشاهد قصيرة من ماضيك الخاص، تُثمِر مادّة خصبة عن أسرار القراءة والكتابة الروائية، الأمر يشبه قيادتك لسيارتك، كم مرّة وصلت إلى بيتك، أو مقر عملك "الذي تعمل فيه ساعة واحدة فقط على ذمّة الوزير"!، واستغربت كيف وصلت دون تفكير بالطريق ومسالكه؟!، كنت تفكر في أشياء أخرى، في برنامج الشريان مثلاً، أو في مباراة فريقك المقبلة، أو في ما هو أهم، لكنك في نفس الوقت كنت تقود سيارتك مستخدماً ذات الأزرار والدّوّاسات، بحرفية مناسبة، لقد كنت ساذجاً وحسّاساً معاً طول الطريق، هذه هي نظرية باموك: "أن تكون روائياً هو الإبداع في أن تكون ساذجاً وحسّاساً في الوقت نفسه"!..
الفن كله خلطة سذاجة وحساسيّة معاً، الفرق في النِّسَب هو الذي يجعل من فنان عملاقاً، ومن آخر أقل قيمة، وحين يتحدث باموك عن عمليّة التخيّل بوصفها "سياسة"، يدخلك متعة ألغاز تحل ألغاز، في متاهة تأملات خلابة، ومن وقت لآخر، يرمي لك بتوضيحات بسيطة، بالغة الأثر، هادئة ومتماسِكة، حول طبيعة الفنون عموماً، وحول الفوارق البسيطة المدهشة بين الشعر والرسم والرواية والسينما،
يبتسم باموك ويهمس لك: "ربما كشفت الكثير من أسرار المهنة هنا، من الممكن أن تُلْغَى عضويّتي في النقابة"!،..
ومن طرائف الكتاب، الكيفيّة التي يُعيد بها باموك قراءة متابعته وأخيه لمباريات كرة القدم، عبر صوت الإذاعة، وكيف استفاد من حضور الصوت وغياب الصورة في عمله كروائي: "قبل أن يكون هناك تلفزيون في تركيا،...، مباشرة عبر الراديو، المعلق يقدم وصفاً للمباراة،...، يصف بالضبط مسار اللاعب،..، براعة المناورة،..، زاوية الكرة عندما وصلت الهدف،...، متعة كتابة وقراءة رواية يشبه إلى حد كبير المتعة التي يقدّمها لنا هذا النوع من الاستماع"!،..
ولأن انتقاء مقاطع قصيرة من الكتب، يُسهم في جعل المقالات الصحفية أقل ثقلاً مما هي عليه بدونها، أقتطف:
ـ روايات سيّئة تلك التي تُقدّم أحداثاً وصوراً من وجهة نظر القارئ بدلاً من البطل!
ـ عندما نكون في قلب رواية كبيرة، نشعر بدوَار ممتع لوجودنا في عالم لا نستطيع أن نراه في مُجمله!
ـ الإبداع الروائي يستمد قوّته من عدم وجود اتفاق مثالي بين الكاتب والقارئ حول فهم الرواية!
ـ من الصعب تخيّل رواية من غير قوّة وإقناع اللغة اليوميّة!
ـ الفرق بين الشعر والرسم، صاغه الألماني ليسينج، وهو أن الشعر فن يتّضح في الزمن، بينما الرسم والفنون البصرية الأخرى تتّضح في المكان!
هجمة مرتدة:
يرى أورهان باموك أن " المحور" هو أهم ما في الرواية، ويا حسرة قلبي على عبدالعزيز الجبرين، أهم "محور" في رواية الدوري السعودي!.