|


وحيد بغدادي
أبطالنا .. رجال من ذهب
2016-11-01
عندما أعلنت وزارة الداخلية السعودية يوم الأحد في بيانها خبر الإطاحة بخلية إرهابية تستهدف رجال الأمن، إضافة إلى تواصل عناصرها مع تنظيم "داعش" الإرهابي.. كما كشف بيان الداخلية عن مخطط إرهابي يستهدف ملعب الجوهرة في جدة أثناء مباراة السعودية والإمارات، بعد أن خططوا لتفجير سيارة أمام ملعب الجوهرة، وتمكن رجال أمننا البواسل بفضل الله من إحباط العملية قبل بدء المباراة.. الخبر أصاب الجميع في الوسط الرياضي وخارجه بالدهشة، لما فيه من فداحة لترويع الآمنين وقتل الأبرياء بغير وجه حق.. وإن دلت هذه النوايا فإنما تدل على بشاعة جرمهم وكفرهم بجميع الأديان السماوية التي تحرم قتل النفس وترويع الأبرياء، كما تدل على خبث المعتدين باستهدافهم شباب المملكة العربية السعودية وضيوفها من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لعلمهم بمدى التلاحم بين البلدين .. ورغم بشاعة الخبر وحجم الصدمة، إلا أننا شعرنا بالفخر والاعتزاز لما نملكه من رجال بواسل، اثبتوا في جميع المواقف مدى كفاءتهم وحرصهم على أمن وأمان هذا البلد، وعلى رأسهم ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف "حفظه الله".. فشكراً لهم من الأعماق، ونتقدم لهم بالاعتذار عن جميع من حضروا اللقاء وتذمروا من تأخير الوصول للملعب وكما يقال: "إذا عرف السبب بطل العجب".. ونطبع قبلة تقدير واحترام على جبين كل رجل أمن مخلص لهذا الوطن حمل روحه بين يديه لتكون فداءً لشباب وشعب هذا البلد.. ودمت يا وطني سالماً وحفظ الله أمننا وأماننا.
تزامن الإعلان عن إحباط تفجير ملعب الجوهرة مع لعب منتخبنا الوطني المباراة النهائية لكأس آسيا للشباب تحت 19 سنة أمام اليابان، لتزيد سعادتنا في ذلك اليوم بالأخبار السعيدة.. لم يكن أكثر المتفائلين في الوسط الرياضي يتوقع تأهل منتخبنا الشاب لهذه المرحلة، وكان أقصى طموحنا أن نتأهل لكأس العالم للشباب 2017 في كوريا الجنوبية.. كان المشوار صعباً وصعباً جداً، بدأ أبطالنا بملاقاة البحرين المستضيف والمتفوق بورقتي الأرض والجمهور وخسرنا بصعوبة في المباراة الافتتاحية، ثم تفوقنا على تايلاند المتطور وهزمنا مستضيف كأس العالم 2017 (كوريا الجنوبية) وأخرجناه من كأس آسيا، لنتغلب على حامل اللقب المنتخب العراقي ونلحق به المنتخب الإيراني في مباراة ملحمية شهدت 11هدفاً، لنلتقي باليابان المنتخب الذي لم يلج مرماه أي هدف حتى ختام البطولة.. تغلب شبابنا على أنفسهم وعطلوا الكومبيوتر الياباني، وجعلوه كالحمل الوديع أمام تتابع الهجمات السعودية التي كانت كفيلة بحسم اللقب لمصلحة أبطالنا لولا التسرع في إنهاء الهجمات، كما ظهرت اللياقة العالية للاعبينا خلال 120دقيقة لعبها الفريقان طوال مجريات المباراة، حتى كشرت ركلات الحظ عن أنيابها وذهبت البطولة لمن لايستحقها، ولكن (قدر الله وماشاء فعل).. لم ولن نحزن على هذه الخسارة، بل يجب أن نحتفل بهم ونستقبلهم استقبال الأبطال، فقد تحققت لنا عدة مكتسبات، وأنجبت هذه البطولة لنا مدرباً شاباً قديراً حفر اسمه بحروف من ذهب، نتمنى أن يستمر في قيادة الأخضر في نهائيات كأس العالم بكوريا الجنوبية، كما سطعت نجوم واعدة في سماء الكرة السعودية، منهم الحارس الأمين وحامي العرين أمين بخاري، وفي الوسط برز أيمن الخليف وراكان العنزي ونايف كريري، فيما أبدع عبدالرحمن اليامي وعبدالإله العمري وسامي النجعي في الهجوم، وجميع هذه المواهب ستكون بإذن الله علامة بارزة في مستقبل كرة القدم السعودية لو تم الاهتمام بها، ليكون أبطالنا رجالاً من ذهب في كل المحافل وكافة المجالات، ودائماً وأبداً نقول: دام عز المملكة ودمت ياوطني بألف خير.. ولا نامت أعين الجبناء.