|


عبدالله الحمد
إلى رئيس اتحاد القدم القادم مع التحية
2016-11-03
يوّدع بعد أيام معدودة أحمد عيد كرسي رئاسة اتحاد القدم، قدم به ما قدم من خير أو شر، نتفهم كجمهور رياضي واعٍ بأن تجربته لم تكن سهلة على الإطلاق، كونه أول اتحاد كرة قدم منتخب إلى جانب عدم اعتياد الجماهير على رئيس منتخب. تعرض أحمد عيد في فترة لنقد يستحقه في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى كان نقداً مبالغاً فيه، إضافة إلى أنه تمت محاربته من قبل العديد من الصحف. التدرج في مستوى الاتحاد كان إيجابياً نوعاً ما وأوصل الاتحاد لنقطة ثبات، لكن شخصياً لا أرى هناك فرصة ثانية يستحقها اتحاد عيد.
عندما يغادر عيد لا نريد رئيساً آخر يكرر الأخطاء ويبدأ بطريقة مشابهة لبدايات أحمد عيد المتعثرة، غالبية الأسماء التي رأيناهم يتجهزون لترشيح أنفسهم لا يستحقون بأن يقبلوا حتى كمشرحين. ما نطلبه من الاتحاد القادم أمور صعبة لكنها ليست مستحيلة. نريد اتحاداً يعمل بروح الفريق الواحد. تجربة أحمد عيد كانت مثالاً واضحاً للتفكك وعدم الاتفاق وكأنهم لا يعملون تحت مظلة واحدة ولنا بحادثتي البابطين وبخاري خير مثال. نريد برامج انتخابية منطقية بعيدة عن "الهياط". في فترة الانتخابات الأولى رأينا وعوداً مبالغ فيها بشكل كبير لاستمالة الإعلام والجماهير عاطفياً وهي بعيدة كل البعد عن الواقع المشهود. ننتظر بأن يكون الرئيس القادم قوي الشخصية، ويتخذ قراراته بعد التشاور بنفسه بما يراه مناسباً.
صنع بيئة جذابة رياضية أمر لا يقل أهمية عما سبقه من أمور، ففي الأعوام الأخيرة عامة والعامين الأخيرين خاصة أصبحت البيئة الرياضية منفرة وتحوي سلبيات أكثر بكثير من كونها مميزة وجاذبة، وصنع بيئة جذابة يتضمن أمرين مهمين وهما تنظيف الإعلام من شوائبه وصنع بيئة مميزة في الملاعب بالتعاون مع هيئة الرياضة، شوائب الإعلام شعارهم "أن تكذب أكثر" مما ينافي ديدن الإعلام الحقيقي وهدفه، أما بيئة الملاعب "المنفرة" سواء بأسعار التذاكر غير المستحقة أو من الخدمات الضعيفة المقدمة، إضافة إلى موضوع التدخين الذي أتمنى أن يطبق بصرامة وجدية أكثر، على ذات السياق الحرارة الشديدة في الصيف التي يمكن حلها بنشر الرذاذ المستخدم في المقاهي وغيرها على جنبات الملعب.
من زاوية أخرى لا بد أن يكون الرئيس مقبولاً من جميع الرياضيين في المجتمع، فكلما كان الشخص متزناً كان مقبولاً بشكل أكبر من المجتمع الرياضي، بطبيعة الحال كل شخص له ميول، لكن عندما يكون الشخص منطقياً ومتزناً وغير متعصب يظهر الإجماع الاجتماعي عليه.
كمجتمع رياضي سوف ندعم الرئيس القادم ليس من أجل نجاح شخصي له، بل لاحتواء الجيل الحالي وبناء جيل رياضي قادم يفتخر به البلد ويحلق بعلم المملكة في المحافل الخارجية، كل ما يحتاج إليه التخطيط والإخلاص والشفافية.