|


د.تركي العواد
فريق الشياب
2016-11-03
كان الهلال يا ما كان .. ولكنه ضاع في وسط الزحام .. تغيرت الأحوال واختفى الهلال .. في لحظات تحول لشبح، لشيء لا يُرى بالعين المجردة.. لكابوس لأضغاث أحلام .. شاخ وهرم بعد أن ظننا أنه أقوى من أن يشيخ.
تذكرت المعلق الكبير علي داود وهو يصرخ بأعلى صوته "خالدين فين "وأنا أشاهد حالة الضياع التي كان عليها الهلال في الشوط الثاني مع الاتحاد. حتى مدرب الهلال الجديد استغرب هذا التفاوت المخيف في المستوى بين هلال الشوط الأول وهلال الثاني .. لا أتذكر أن الهلال خسر ثلاث مرات متتالية من الاتحاد حتى في عز النمور.
كان من الحكمة أن ينتظر دياز إلى أن تنتهي مباراة الكلاسيكو ويشرف بعدها على الفريق .. فهو لا يعرف حجم التنافس الهلالي ـ الاتحادي .. لا يعرف أن مباريات الفريقين تاريخيا تتغير في لحظات وأن قرارا واحدا يمكن أن يمنحك النقاط الثلاث أو يسلبك الصدارة وأشياء أخرى .. اعتقد الأرجنتيني أنها مباراة والسلام وقال في نفسه "ما الذي يمكن أن يحدث؟"
ما حدث رأيته يا رامون يا ابن دياز .. خسارة تغني عن الكلام .. ولكنه لا يلام .. فهو لا يعرف الأسماء ولا حتى الأرقام .. وجد نفسه في مباراة أسرع من أن يستوعبها.
أجانب يا سلام .. أسوأ أجانب من زمان .. ليو لا ينفع للهلال ولا لغير الهلال .. لاعب لا يستطيع الركض بالكرة مترا واحدا .. ليس سريعاً ولا يتمركز ولا يجيد ضربات الرأس .. من اختاره لم يشاهده حتماً على الطبيعة .. اشتراه على الخريطة .. المشكلة أنه أغلى من أجانب الاتحاد مجتمعين. أما نيكولاس فقد أحضره طيب الذكر ماتوساس .. وسيلحق بصاحبه على عجل.
خسر الهلال في الشوط الثاني بسبب الاحتياط .. دكة غنية بكبار السن والمقام ولكنها فقيرة بلاعب يمكن أن يصنع الفارق .. في كل مرة يوقع الهلال مع مدرب جديد يعود الشلهوب وياسر سريعا للمشاركة ويختفي الكعبي وعطيف وجميع اللاعبين الصغار .. أمر محير كيف يتبخر الشبان ويصمد الشياب؟ .. تحول الهلال لمقصلة للمواهب .. فأصبح أعلى فريق في معدل الأعمار.
يبدو أن الأمور لا تبشر بخير هذا الموسم أيضا .. سنة جديدة بلا دوري .. ست سنوات عجاف .. وربما بلا كأس أيضا .. بفريق نصفه تخطى الثلاثين من الصعب أن تنافس .. فالاتحاد كسب اللقاء بلاعبين نسمع أسماءهم لأول مرة .. لكن الهلال كسب الشياب .. يحيا الشياب حتى لو مات الهلال.

قبل أمشي:
فرحت كثيراً لتعيين ثامر السبهان وزيراً للدولة لشؤون الخليج العربي بوزارة الخارجية. قام بعمل جبار كسفير للمملكة في بغداد، واليوم تنتظره مهمة أعظم. أتمنى له التوفيق والنجاح في خدمة دينه ومليكه ووطنه.