|


محمد الناصر
(وداعاً حراج البطولات) !
2016-11-08
يقول الشيخ علي الطنطاوي كنت يوماً أطوف بالكعبة إذ أنا برجل يسلم علي بحفاوة ويخصني بالسؤال والاهتمام ويعيد ذلك مراراً وبعد أن استغربت حرصه أكدت له أني بخير وعافية.

ثم قال لقد سمعت من فلان أنك قد توفيت.

يقول الطنطاوي فأجبته لا إنها شائعة وأنا كما ترى أمامك بصحة وعافية.

يقول ثم عقّب قائلاً ولكن فلاناً رجل ثقة ولا يتكلم إلا بما هو متأكد منه.

وهذا معروف على مر الزمن أن يكون هناك أناسٌ يُكذِّبون ما يرون في سبيل تصديق ما يسمعون.

تذكرت هذه القصة وآمنت بهذه القناعة وأنا أرى اللجنة المعنية بتوثيق البطولات تعلن ابتداءً معاييرها ثم نتائجها وتفصيل تصنيفها بالتواريخ والأرقام وتمهل الأندية شهراً للاستئناف والاعتراض فيما يرون أحقيته.

ثم يأتي إعلامي برتبة مشجع أو مسؤول ناد من نوعية (ما يطلبه الجمهور) لم يعجبه ذاك وعاش عقوداً من الزمن يقتات على أرقام وهمية وبطولات ورقية يحلم بها ليلاً فيصدقها صباحاً ثم يعتمدها ويعلنها يعترض بأسلوب بدائي وتشكيك فاضح والتشعب في مواضيع لا علاقة لها بصميم الموضوع مهنياً واحترافياً.

ولذلك وجدنا في الماضي القريب أندية تزيد بطولاتها بالساعة، بل إن أحد مناديب هذه الأندية تناقض بحلقة واحدة على الهواء وذكر رقمين، الفرق بينهما ٣ بطولات.

مثل هذه العينات لن يقنعها رقم ولن يسلموا بلغة العلم والطرق الممنهجة والمعايير الواضحة لأنهم باختصار يصنعون بطولاتهم الوهمية بالاستناد له.

ومن وجهة نظري أن ما قامت بعمله لجنة التوثيق برئاسة الفاضل تركي الخليوي جهد جبار كان يجب أن يحدث منذ فترة إلا أن حدوثه متأخراً وحصول (بعض) التحفظات من قبل المؤرخين (المنصفين) والمهتمين بتاريخ أنديتنا يستحق الإشادة وإعادة النظر في بعض هذه الملاحظات حتى ينتهي الاستئناف، وما بيان نادي الشباب (الذي أعقب المؤتمر ولم يسبقه كغيره) المهذب المعترض على نتيجة التوثيق والذي أكد أن هناك بطولات لم تضاف إلا دلالة واضحة على لغة العقل وأسلوب الكبار واعتراض حضاري يضمن حقك دون أن تلجأ للصراخ والتشكيك وهو ما طالبت به اللجنة عبر وضع فترة للاستئناف والنقاش والتصحيح، فنحن مطالبون كرياضة وطن أن تكون لدينا مرجعية معتمدة ورسمية تنهي حراج واحد حراج اثنين الذي استحدث مسميات للبطولات وحول الفوز في التصفيات لإنجازات والوديات لرسميات وهذا ومن على شاكلته سيملأون الدنيا ضجيجاً في قادم الأيام ولكني متأكدٌ أن وعي الجمهور تخطاهم.