|


وحيد بغدادي
يا زمان العجايب .. وش بقى ما ظهر؟!
2016-11-08
في الأول من أكتوبر الماضي كتبت مقالاً بعنوان: جحا وغنمه.. وتوثيق البطولات!! تحدثت فيه باختصار عن واقعنا المرير وما له من دلالات كبيرة في كرة القدم السعودية خصوصاً في قضية توثيق البطولات للأندية السعودية.. حذرت فيه من أكثر من «سيناريو» ينتظره الجمهور وما ستحمله من مفاجآت كبيرة قد تثير جدلاً واسعاً ولسنوات قادمة.. وهذا تحديداً ما حدث من خلال بيانات الاستنكار تباعاً لأندية النصر والشباب والأهلي والاتحاد وأخيراً الهلال والتي ظهرت بعد مؤتمر الإعلان عن نتائج توثيق البطولات.

الجميع استنكر وطالب ما بين طعن في المعايير وما بين مشكك في نزاهة أعضاء اللجنة ورئيسها مستشهدين بتغريدات سابقة لفريق العمل وما شهدته الساحة عليهم من عبارات تعصب وانتماء لهذا الفريق أو ذاك.. وما بين متسائل لماذا لم يتم الاستعانة بالمؤرخين، وكيف يتم توثيق تاريخ عشرات السنين لجيل من الشباب بعضهم كان يتابع أفلام توم وجيري وسندباد وجزيرة الكنز وافتح يا سمسم في أوقات كانت الأندية تحصد البطولة تلو أخرى!! وكيف يتم حصر البطولات من تاريخ تأسيس اتحاد القدم في العصر الحديث؟!

بدأت الرياضة في عهد الملك عبدالعزيز بالمملكة لأول مرة عام 1345هــ وفي عام 1372هـ شهدت مرحلة التنظيمات الرسمية والإشراف الحكومي على النشاط الرياضي وذلك عندما أنشئت إدارة الشئون الرياضية بوزارة الداخلية والتي عرفت فيما بعد بوكالة الوزارة لشئون الرياضة والشباب.. من عام 1372 إلى 1380هـ كانت الإدارة العامة للرياضة البدنية والكشافة بوزارة الداخلية.. ومن عام 1380 إلى 1382هـ تحولت إلى اللجنة الرياضية العليا بوزارة المعارف.. ومن عام 1382 إلى 1394هـ أصبحت تحت مسمى إدارة رعاية الشباب بوزارة العمل والشئون الاجتماعية.. فيما أصدرت إدارة الشئون الرياضية عام 1378هـ بياناً حول شئون اللاعبين .. وفي 23ـ4ـ1394هـ وبقرار مجلس الوزراء رقم 560 تم تحويل إدارة رعاية الشباب إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. هذه المقدمة التاريخية ليست سوى جزء يسير من كم كبير يحتفظ به التاريخ لسجلات كرة القدم والرياضة بالمملكة والتي بترتها لجنة التوثيق بمحو تاريخنا الرياضي إلى ما قبل 1376هــ الموافق 1956م.

وهذا ما يؤكد أن لجنة توثيق البطولات السعودية وقعت في أخطاء تاريخية ومنها عدم احتساب بطولة وزير الداخلية الأمير عبد الله الفيصل ـ رحمه الله ـ المقامة عام 1372هـ، وهي المسابقة والبطولة الرسمية آنذاك وكانت تحت منظومة إدارة كرة القدم الرسمية كما نص أحد معايير اللجنة: (أن تكون البطولة تحت مظلة الجهة المسؤولة عن الرياضة وصدر بها قرار أو لائحة)، ويلغي بذلك أول البطولات الرسمية السعودية.. ومع التحفظ على المعايير التي احتسبت على أساسها بطولات كرة القدم للفئة A أو الفئة B فإن بعض التصنيفات لعدد من البطولات تناقض معايير اللجنة وتصادر بطولات رسمية منصوص عليها في لائحة البطولات الصادرة من الجهة المنظمة للرياضة في حينها ومنها بطولة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والدوري المشترك وغيرها كثير.

غالبية الوسط الرياضي يستنكر ويرفض نتائج فريق عمل توثيق تاريخ الرياضة السعودية، كما يرفض المعايير التي من شأنها التقليل أو تجاهل بعض البطولات أو إنجازات الأندية ويطالب الجميع بالعدالة في رصد البطولات رصداً كاملاً وموثقاً من قِبل لجنة تضم أبرز مؤرخي الرياضة السعودية، وتحظى بدعم كامل من قِبل مجالس إدارات جميع الأندية المعنية حتى يشهد الجميع ويوافق على تلك النتائج.. ولنا في رسول الله أسوة حسنة في حديث العدل بين الأبناء الذي رواه البخاري ومسلم عندما قال: (فأشهد على هذا غيري) وفي رواية (لا تشهدني على جور)، وحتى ذلك الحين سأردد مع الجميع (في فمي ماء).. وآآآه .. يا زمان العجايب وش بقى ما ظهر؟! كل ما قلت هانت جد علم جديد .. إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهر.