|


محمد الناصر
صناعة بطل وهمي
2016-11-15
اختلف المعلق ومدير القناة على قصة سابقة ذات بعد جدلي وخلاف جماهيري، وكلاهما حلف إيماناً مغلظاً بصدق روايته في حادثة مشابهة لحوادث سابقة تتكرر... انتهت القصة بالنسبة لهما ولم تنته عند المشجع الذي من المفترض أن يحدد أيهما الصادق والأقوى حجة بناء على لون التيشيرت الذي يرتديه ثم يتبنى ذلك الموقف ويبني عليه أحكاماً تبدأ من التأكيد على مجاملة اللجان لخصمه ولا تنتهي عند التشكيك في نتائج توثيق البطولات.


استثمار الخلاف بشكل مهين والاصطياد في ماء التعصب سمة جديدة وظاهرة مقلقة بدأت تطفو على السطح في إعلامنا الرياضي.


ففي مواقع وسائل التواصل ستجد حكماً سابقاً يطرح آراءه القانونية تبعاً لقاعدة ما يطلبه المشجع، ومؤرخاً يسرد التاريخ من زاوية هكذا يريدونه هم وأطوعه أنا، ودولي معتزل يوظف كل محبة صنعها سابقاً لخلق كراهية ضد من يخالفه وينقض غزل نجوميته التي صنعها في الملعب بطرحه البائس الذي لا يرتقي للصورة الجميلة التي تركها في ذهن المشجع يوم أن اعتزل الكرة وابتلى بالقلم، وكل هذه الدعاية السلبية فقط للفت الانتباه.


ففي الوقت الذي يكون على الإعلامي لاعباً سابقاً أو حكماً أو مؤرخاً أو مسؤولاً واجباً مهنياً والتزاماً أخلاقياً بوأد التعصب والاتزان في الطرح، نجد هناك من الإعلاميين وبعض المسؤولين العمل عكس ذلك بل واستثمار ذلك كله لاستمالة هذا المدرج أو كسب تعاطف ذاك.


فإن كان السعي خلف إرضاء (الجميع) يعتبر فشلاً فإن السعي لكسب مدرج على حساب آخر بخلق أكاذيب أو تبني مواقف بلا قناعة درجة من درجات الاستخفاف بالمهنة والتحايل على الضمير والتنازل عن الالتزام الأخلاقي.


اعتدنا في وسطنا الرياضي في فترات سابقة على الطرح الحاد والمناوشات اللطيفة الملونة التي ليس فيها إساءة شخصية أو تعد أخلاقي أو مغالطات للحقائق، وظل الوسط رغم كل هذه الأمواج المتلاطمة مقبول الطرح مثيراً للاهتمام والمتابعة.


لكن أن نتخطى ذلك كله لندافع عن ما نعلم يقيناً خطأه أو نتبنى ما نقطع بمخالفته في سبيل تحقيق رضا مدرج أو دعم جمهور فريق فهذا مالا مبرر له.


ولو نطق الحياد لقال: اصطفوا ضد كل ما تريدون إلا ضد الحقيقة والمهنية والصدق.


فكوننا نختلف في الطرح والآراء هذا حق مشروع لا يجادل فيه أحد، ولكن أن نوظف هذا الخلاف في تهييج مدرج معين ضد أشخاص أو أعيان أو كيانات أو كسب تعاطف شريحة ناد بعينه ولو على حساب قلب الحقائق واصطناع الأحداث فهدا ما لا يليق بنا ولا يتوافق ومهنيتنا.