|


وحيد بغدادي
متصدر .. لا تكلمني !!
2016-11-17
قبل عشر سنوات من الآن وفي عام 2006 تحديداً تم اعتماد قرار هبوط يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي للدرجة الثانية بعد تورطه في قضية "كالشيوبولي" الشهيرة رغم أنه لم يكن بحاجة للتلاعب بالنتائج والفوز بمساعدة التحكيم لأنه كان بذلك الوقت من أقوى فرق أوروبا ويملك نجوماً بجميع المراكز، ولكن القرار كان قاسياً بمعاقبته وهبوطه ورحيل معظم نجومه لأندية أخرى ولم يبق في الفريق عقب الهبوط سوى الخماسي "بوفون، نيدفيد، ديل بييرو، تريزيجية، كامورانيزي" وهي الأسماء التي لن تنسى بالنسبة لجمهور يوفنتوس بعدما أظهروا كثيراً من الوفاء تجاه ناديهم، ليعود الفريق بعدها للأضواء من جديد موسم 2007ــ 2008 ويحقق المركز الثالث وكان الثنائي ديل بييرو بـ21 هدفاً وتريزيجية بـ20 هدفاً هم هدافي الدوري، وفي موسم 2008 ـ 2009 حقق المركز الثاني قبل أن يفوز بالدوري الإيطالي في المواسم الخمسة الأخيرة ويجمع الدوري بالكأس الموسم الماضي.
عندما حدثت الفضيحة الإيطالية والتي تورطت فيها أندية يوفنتوس وإيه سي ميلان وفيورنتينا ولاتسيو وريجينا حيث أظهرت تسجيلات المكالمات الهاتفية عن علاقتهم مع التحكيم في إيطاليا وتم اتهام الفريق بالتلاعب بنتائج المباريات واختيار حكام يميلون إلى مصلحتهم فقد صدرت القرارات بلا تردد بسحب بطولة الدوري ذلك العام من يوفنتوس .. ولفظاعة الفضيحة وتأثيرها على الإيطاليين عامة، فقد سيطرت بكل تفاصيلها على الوسائل الإعلامية العالمية .. ورغم أن القضية كانت قبل نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006 بأيام بسيطة إلا أن ثمانية من لاعبي اليوفي وصلوا بمنتخباتهم للنهائي 5 منهم مع منتخب إيطاليا و3 مع فرنسا .. ولم نسمع وقتها اعلامياً واحداً يستنكر إعلان نتائج التحقيقات وأنها ستؤثر على أداء المنتخب الإيطالي في النهائيات على العكس تماماً فقد كانت القضية مثالاً حياً للموضوعية في التعامل مع الأندية بمنظار واحد تحت مظلة العدالة والتنظيم الحازم .. وكان درساً من دروس التربية الإدارية للكوادر الرياضية والتي يجب على أنديتنا واتحاداتنا الرياضية أن تحذو حذوها متى ما أرادت الوصول يوماً إلى مصاف الأندية والمنتخبات العالمية .. على النقيض تماماً فقد انتفض البعض وقبل مباراة اليابان بأيام وقبل معرفة نتيجتها وبدأوا ينسبون الخسارة لنتائج لجنة توثيق البطولات !! والتي ليس لها علاقة على الإطلاق بنتيجة المباراة والتي لم تكن آخر المطاف خصوصاً وأنها كانت بفعل فاعل فقد اعتدنا على تربص الاتحاد الآسيوي ولجنة التحكيم الآسيوية بأنديتنا ومنتخباتنا.
بغض النظر عن قبولنا أو رفضنا لتلك النتائج فالاحتراف يا سادة ليس له علاقة بالعواطف.. وإذا كان لاعبونا بهذه الحساسية فنحن لا نستحق الوصول لكأس العالم .. قد نختلف أو نتفق مع اتحاد كرة القدم الحالي وقد نرفض نتائج لجنة التوثيق ولكن!! يظل منتخبنا هو من يمثل أكثر من 30 مليون سعودي بهذا الوطن ولا يمثل اتحاد كرة قدم أو أشخاصاً بعينهم أو لجاناً مهما كان سوء عملهم .. وأكاد أتعجب من الأمنيات التي تتمنى الخسارة أو عدم التأهل لكأس العالم من بعض من اختلفوا مع الاتحاد الحالي أو مع الهيئة العامة للرياضة انتصاراً لذاتهم وآرائهم .. ومهما كانت الأسماء والعناصر التي تمثل هذه المنتخبات إلا أن النجاحات التي سيتم تحقيقها ستسجل في ذاكرة التاريخ للوطن.. والآن ونحن نترقب مرحلة جديدة في اتحاد كرة القدم والانتخابات المقبلة والتي ستعلن نتائجها بنهاية 2016 فإننا نؤكد على الرئيس القادم بعدم المساس والعبث بمقتنيات ومكتسبات هذا المنتخب والحفاظ على استقراره إدارياً وفنياً وعناصرياً وعدم التدخل في شئونه حتى تنتهي التصفيات النهائية وسنتأهل بإذن الله ونفرح بالتواجد للمرة الخامسة في كأس العالم.. ورغماً عن الكل سنردد رغم الخسارة من اليابان "متصدر .. لا تكلمني!!".