|


فهد عافت
رُعب الموسيقى!
2016-11-18
سأحاول، قدر الإمكان، أن تكون "بلكونة" الجمعة، مطلّة على كتاب، نقطف منه وروداً قليلة، في محاولة إغواء القارئ لزيارة الحديقة أو الغابة نفسها، أبدأ اليوم بميلان كونديرا، أحد أحب الناس إلى قلبي، أضع عناوين صغيرة من عندي للمقتطفات، وما يتبقى له ومنه حرفياً، وأزيدكم من الشعر بيتاً: كل هذا من رواية واحدة له، هي "الحياة في مكان آخر"، ترجمة محمد التهامي العماري، تكاد تكون أجمل وأعمق رواية كُتبت عن الشاعر على الإطلاق، ولأنها رواية، أنبّه، وقد لا أفعل ذلك مرّة أخرى، لاعتقادي بوضوح الأمر، حتى دون تنبيه، أن المقتطفات من أي عمل روائي، لا تعني بالضرورة، رأي الروائي، لكنها آراء، وأقوال، شخصيات الرّواية:

ـ سبب بهجة العناق:

.. لم يكن مبهجاً إلا لأنه يدوم لحظة قصيرة!

ـ طمع وخوف:

.. لكنه ما لبث أن تنبّه إلى أن خلف هذا الجمهور الذي يصفّق له، ثمّة جمهور آخر يترصّده بمكر، ويُضمر له العداوة!

ـ دفاع وهجوم:

.. لكن سحر المقاومة الناجحة لا يُمكن أن يقارن بسحر الهجوم!

ـ درجات حرارة:

.. المغامرات الكُبرى للأُمم لا يُمكن أن تُنسي المغامرات العاطفيّة المتواضعة!

ـ رعب الموسيقى:

.. لكنها خافت فيما بعد من الموسيقى الراقصة البهيجة التي تظل، بعد نسيانها، مُعلّقة على سطوح المطاعم، مثل ذكرى صيف مؤلمة، خافَتْ من حنينها!

ـ رفوف ورفرفة:

.. كما لو كانت كل الأفكار، وُجدت في هذه الدنيا، بشكلها النهائي منذ الأزل، وكل ما يفعله الناس هو أنهم يستعيرونها، كما تُستعار الكتب من مكتبة عموميّة!

ـ "كفاك غرور":

.. كانت، للأسف، شديدة الاعتداد بجسدها إلى حدّ الإهمال!

ـ ليست مسألة تفكير:

.. فالفنّ ينهل من مصادر أخرى غير العقل!

ـ الحب:

.. أجل، إنه جنون، إمّا أن يكون الحب جنوناً أو لا يكون!

ـ المتلقّي:

.. لتصير القصيدة قصيدة حقّاً، لا بدّ أن يقرأها شخص آخر، حين ذاك فقط يثبت أنها ليست مجرّد مذكّرات شخصيّة مرموزة، وأنّها تستطيع أن تعيش حياتها الخاصّة، باستقلال عن ناظمها!

ـ البيت:

.. البيت ليس هو خزانة اللّباس، ولا الطائر في القفص، بل هو قُرْب من نُحِبّ!

ـ شهادة وفاة مبدع:

.. لقد قايض جمال خصوصيّته، التي لم يكن يفهمها إلّا هو، بجمال عموميّات يفهمها جميع الناس!

ـ مدارس سيّئة:

.. يواجه الرجل في حياته، عاجلاً أم آجلاً، مجموعة من الأسئلة الأنثويّة الكلاسيكيّة، وهي أسئلة على المؤسسات التعليميّة أن تُهيّيء لها الشباب، لكن ياروميل، شأنه في ذلك شأننا جميعاً، كان يتردّد على مدارس سيِّئة!

ـ أجنحة:

.. كل شيء يملك أجنحة: الرّغبة والحزن، بل حتى الكراهية، وطبعاً الزمن!

ـ الحب الحقيقي:

.. إن الحبّ الحقيقي، أَصَمّ تماماً، نحو ما يمكن أن يقوله بقيّة العالَم!

ـ الفن والواجب:

.. ولم يكن من السهل نظْم قصيدة عن الواجب، أيُّ مخيّلةٍ يُمكن أن تُلهبها هذه الكلمة القاسية؟!

ـ عبقريّة الحب:

.. عبقريّة الحبّ قد تُعوِّض الخِبْرَة في رمشة عين!