|


سعد المهدي
الحابل والنابل وورطة المهنة
2016-11-20
كثير من الأمور القليلة الأهمية أو أنها تافهة يتم تضخيمها تقابلها أعمال كثيرة الأهمية أو أنها إنجازات ضخمة لا يلتفت إليها!

الصحافة باشتقاقاتها العديدة من مقروء ومرئي ومسموع تؤسس لهذه الحالة من خلال تعاطيها مع الأحداث على خلفية ما تراه من زاوية سياساتها التحريرية أو بدافع مصلحة أو عاطفة لكن ليس دائماً تتحمل الصحافة المسؤولية أو المسؤولية كاملة إذ إن خارطة صناعة الرأي وقوة التأثير تغيرت واتسعت.
ما يطرح في وسائل الإعلام ليس كله يمكن اعتباره نتاج فكر إعلامي فبعضه لا يتعدى أن يكون الإعلام فيه ناقلاً وهنا تلعب أمور كثيرة في خلط الأوراق بحيث في النهاية لا يمكن تخليص الإعلام أو الوسيلة الإعلامية من رجس ما ارتكب عبرها وحمل اسمها زوراً، وسبب ذلك في ظني يرجع إلى ضعف الوسيلة الإعلامية في القدرة على الفصل بين دورها وماهيتها وما يمكن أن يطرحه من هم خارجها عبرها.

الجميع مؤمن بأن الصحفي الممارس للمهنة أياً كانت كفاءته وقدرته يمكن له أن يحمل الصفة لكن يحق للغير أن يعطي رأيه فيما يقدمه من عمل كأي مهنة أخرى الحكم فيه على مهارة العامل وجودة الصنعة حق أصيل للمستفيد من الخدمة كذلك الحال فيما يتحقق له في محيطه من سمعة وترقٍ في مجاله هو بفضل ما يشهد له به أهل الصنعة لكن هل هناك استثناء؟ نعم يحدث إلا أن بحر الصحافة في النهاية يبتلع من لا يعرف العوم.

في سياق الحديث عن مسؤولية الوسيلة الإعلامية عن خلط حابل الإعلاميين بنابل من يظهرون على وسائل الإعلام أرى أن ذلك كان له أثر كبير في تغيير نظرة المجتمع الرياضي للإعلام والإعلاميين باتجاه ضعف الثقة في أن يؤدي دوره دون التباس وفيما أصاب الإعلام من هزة غيرت معالمه وترتيب أولوياته وغيبت معاييره.

من الخطأ أن يفكر أحدنا في منع أي فعالية رياضية من الظهور في وسائل الإعلام بحيث تقصر فقط على الإعلاميين؛ لأن في ذلك حرماناً للمتلقي من سماع كل الأصوات باختلاف تخصصاتها وتنوع أفكارها واهتماماتها وزوايا معالجاتها للأمور لكن الذي يبدو غير صحيح أن يصبح تعريفهم جميعاً بالصحفي والناقد هذا ما حمل الإعلام تبعات كل ما يطرح من على منصاته على أنه ما رأه وفعله الإعلام والإعلاميون.

أعضاء إدارات أندية واتحادات، ورؤساء سابقون حكام ونجوم كرويون محترمون ومؤهلون من المفيد لأي وسيلة إعلامية استضافتهم بأسمائهم وصفتهم فهل كان شرطاً ألا يظهروا إلا تحت بند صحفي إعلامي ناقد؟! ومن كان مهتماً بذلك أكثر هل هي الوسيلة الإعلامية من باب تسويغ الاستضافة أو من ذات الضيوف الذين يرون أن لا أهمية لما سيقولونه ويطرحونه إلا تحت هذا المسمى السحري ناقد وإعلامي رياضي؟!