في أي كتابة، يحلم كاتبها، بأن تكون جيّدة، يقضي الكاتب وقتاً، أطول بكثير، يكاد يكون مضاعَفاً مائة مرّة، من الوقت الذي يقضيه القارئ في قراءتها، وهي إن راقت لكاتبها، انتقل من خانة الحُلم إلى خانة الإعجاب بها، هنا تحضر مشكلة، يَمَنُّ الكاتب، ويبدأ بالشكوى، من عدم اهتمام القارئ، اهتماماً كافياً، بجهده ومُنجَزِه!، الأصدقاء المقرّبون، المحبّون، يحرّضون أحياناً، وبمقاصد طيّبة ومُؤَازِرة دائماً، على مثل هذه الشكوى، قبل يومين زارني صديق من الرياض، وبعد ساعة دردشة، ولحميميّة العلاقة، طلبت منه البقاء هادئاً، إلى أن أنتهي من كتابة المقالة للجريدة، انشغل بهاتفه، وطال انشغالي بعملي، بعد أكثر من ساعتين، أنهيت عملي وانتبهت إليه، مدَحَ وأطرى، وعاتب القارئ الذي لم يكن معنا، وزاد الملامَة!، قلت له: الحمد لله أنني بلغت الخمسين من العمر، هذه سِنٌّ يمكنها حماية المرء من غرور الشباب!، وأحضرت الحاسِبة وأكملت:
كم من أهل الفن والغناء، سمعناه يقول: "هذا الذي يظهر للناس في دقيقة، أتعبنا، واشتغلنا عليه أياماً"، يتنهد بعدها:" ليتهم يقدّرون"!،..
هل يحق له هذا؟، قال صاحبي: نعم، قلت: رأيي لا!، وتعال نحسبها، لنفترض أن كل دقيقة أخذت ثلاثة أيام، وأن الأغنية طالت خمس دقائق، النتيجة 15 يوم عمل!، لنحسب الآن، كم مرّة عُرِضت، وعدد من استمع إليها لمرة واحدة على الأقل، مائة ألف شخص على الأقل، النتيجة مليون دقيقة، رُدّ الآن لصاحبنا دقائقه ولياليه، في هذه الحسبة الأبسط من بسيطة، والمُنحازة للمغني بشكل كبير، يكون قد أخذ من الناس أكثر من أربعين يوماً وليلة، مقابِل خمسة عشر يوماً وليلة فقط!، فمن المُتفضِّل؟!، لم تنته الحسبة بعد: المغني، والكاتب الصحفي، يأخذان أجراً، على ما يصرفان من وقت وما يبذلان من جهد، بينما المستمع والقارئ قد ينفقان مالاً، بالإضافة إلى الوقت، فمن المُتفضِّل؟!، لم تنته الحسبة بعد: من منهما يكسب الشهرة، والحضور الاجتماعي بسبب الآخر؟!، فمن المتفضِّل؟!، من منهما سينطفئ، لنقل سينطفئ أكثر، فيما لو توقّف الآخر عن مشاركته؟!، ثم إن كل أهل الفن يفعلون ما يحبّون أصلاً، رزقهم الله أن جعل من هواياتهم أعمالهم، فماذا يريدون أكثر؟!،..
ندِم صاحبي على الساعة التي فكّر فيها بفتح هذا الموضوع معي، وأغلب الظن أنكم مثله الآن، سامحوني!، وبصوت محمد قنديل : "سماح يا أهل الهوى.. لوم الهوى جارح..، أصل السماح طبع الملاح... يا بخت من سامح"!.
كم من أهل الفن والغناء، سمعناه يقول: "هذا الذي يظهر للناس في دقيقة، أتعبنا، واشتغلنا عليه أياماً"، يتنهد بعدها:" ليتهم يقدّرون"!،..
هل يحق له هذا؟، قال صاحبي: نعم، قلت: رأيي لا!، وتعال نحسبها، لنفترض أن كل دقيقة أخذت ثلاثة أيام، وأن الأغنية طالت خمس دقائق، النتيجة 15 يوم عمل!، لنحسب الآن، كم مرّة عُرِضت، وعدد من استمع إليها لمرة واحدة على الأقل، مائة ألف شخص على الأقل، النتيجة مليون دقيقة، رُدّ الآن لصاحبنا دقائقه ولياليه، في هذه الحسبة الأبسط من بسيطة، والمُنحازة للمغني بشكل كبير، يكون قد أخذ من الناس أكثر من أربعين يوماً وليلة، مقابِل خمسة عشر يوماً وليلة فقط!، فمن المُتفضِّل؟!، لم تنته الحسبة بعد: المغني، والكاتب الصحفي، يأخذان أجراً، على ما يصرفان من وقت وما يبذلان من جهد، بينما المستمع والقارئ قد ينفقان مالاً، بالإضافة إلى الوقت، فمن المُتفضِّل؟!، لم تنته الحسبة بعد: من منهما يكسب الشهرة، والحضور الاجتماعي بسبب الآخر؟!، فمن المتفضِّل؟!، من منهما سينطفئ، لنقل سينطفئ أكثر، فيما لو توقّف الآخر عن مشاركته؟!، ثم إن كل أهل الفن يفعلون ما يحبّون أصلاً، رزقهم الله أن جعل من هواياتهم أعمالهم، فماذا يريدون أكثر؟!،..
ندِم صاحبي على الساعة التي فكّر فيها بفتح هذا الموضوع معي، وأغلب الظن أنكم مثله الآن، سامحوني!، وبصوت محمد قنديل : "سماح يا أهل الهوى.. لوم الهوى جارح..، أصل السماح طبع الملاح... يا بخت من سامح"!.